أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، اليوم الثلاثاء، عن مقاطعته لمراسم إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر "أوشفيتز" التي تقيمها السلطات الإسرائيلية أواخر الشهر الجاري في مدينة القدس المحتلة، على خلفية خلافه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وكان الرئيس البولندي قد هدد بمقاطعة المراسم التي تقام يومي 22 و 23 كانون الثاني/ يناير الجاري، في نصب ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست بالقدس، إذا لم يُسمح له بالتحدث "قبل أو بعد الرئيس الروسي، في حين يسمح للرئيس الفرنسي فضلا عن ممثلي الدول الأخرى التحدث خلال المناسبة"، معربًا عن "خيبة أمله".
وقال الرئيس البولندي في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم إنه "من غير المقبول أن ممثلي روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة يمكنهم التحدث في هذا الحدث، بينما أنا لست كذلك".
ويأتي قرار دودا في ظل الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مؤخرًا بين روسيا وبولندا، على خلفية تصريحات بوتين حول أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي ازدادت حدة توترها مع اقتراب الذكرى الخامسة والسبعين لانتصار الحلفاء على دول المحور والنظام النازي.
وفي وقت سابق، شن بوتين، حربا كلامية على بولندا متهما إياها بـ"التفاهم" مع أدولف هتلر والتحرك في شكل "معاد للسامية" قبيل الحرب العالمية الثانية، في المقابل، شن رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز مورافيشكي، هجوما حادا على الرئيس الروسي.
وأكد بوتين أمام مجموعة من الضباط الكبار في وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، أنه اطلع على أرشيف استرده الجيش الأحمر في أوروبا العام 1945 ويظهر أن دولا عدة بينها بولندا كانت تتواطأ مع الديكتاتور النازي.
وقال "إن البولنديين توصلوا عمليا إلى تفاهم مع هتلر. هذا واضح في وثائق الأرشيف"، معتبرا أنه "شعر بالمهانة لكيفية مناقشة هتلر وبولندا ما يسمى المسألة اليهودية".
وقال نائب وزير الخارجية البولندية، باول جابلونسكي، اليوم، إنه "من غير المقبول" ألا يسمح للرئيس أندريه دودا بالتحدث خلال المراسم الذي ستقام في القدس.
وقالت صحيفة "Gazeta Wyborcza" البولندية إن الرئيس أنجي دودا، يشترط زيارة إسرائيل والمشاركة في مراسيم الذكرى السنوية الـ75 لتحرير معتقلي معسكر "أوشفيتز"، بالسماح له بإلقاء كلمة رئيسية في المراسيم أسوة بالرئيس الروسي.
وعزت الصحيفة البولندية عدم مشاركة دودا، بالمراسيم بالقدس، كون الضيف المركزي للفعالية سيكون الرئيس الروسي، وذلك بدعوة من الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين.
وتلاقت ترجيحات الصحيفة البولندية مع ما أوردته الإذاعة العامة الإسرائيلية، أن أحد الأسباب التي دفعت بولندا إلى مقاطعة المراسم التي تنظمها إسرائيل، هو التصريحات التي صدرت وزير الخارجية الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، قبل نحو عام، بأن "البولنديين رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم".
وبالإضافة إلى هذه الأسباب، فإن بولندا تنظر إلى فعاليات إحياء ذكرى "الهولوكوست" التي ستقام بالقدس المحتلة، كبديل للاحتفال بتحرير معسكر اعتقال "أوشفيتز- بيركيناو"، التي ستقام في أوشفيتز في 27 كانون الثاني/ يناير أي في اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة.
حيث تنظم بولندا مراسم لإحياء الذكرى السنوية لتحرير أوشفيتز من جانب الجيش الأحمر السوفيتي في 27 كانون الثاني/ يناير من كل عام في موقع المعسكر الذي أقامته ألمانيا النازية على الأراضي البولندية.
المصدر: عرب 48