أشارت دراسة علمية إلى أن اتباع حمية البحر المتوسط يمكن أن يساعد في الحفاظ على وظائف الكلى لدى آلاف المرضى الذين خضعوا لعمليات زرع بالفعل، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وبحسب الأرقام، يفقد حوالي ثلث المرضى، الذين أجريت لهم عمليات زرع كلى، وظائف هذه الأعضاء خلال عقد من الخضوع للعملية التي تغير مجرى حياتهم.
الخبر السار
إلا أن الخبر السار هو أن فريق العلماء اكتشف أن اتباع نظام غذائي غني بالسمك والمكسرات، والذي يقلل من تناول اللحوم الحمراء، يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة العضو المتبرع به لفترة أطول.
وتابع الأكاديميون بجامعة غرونينغن بهولندا 632 مريضاً ممن خضعوا لعمليات زرع كلى خلال فترة مدتها خمس سنوات. وتبين أن 119 من العينة محل الدراسة تعرضوا لانخفاض في وظائف الكلى خلال فترة السنوات الخمس، فيما تعرض 76 من إجمالي 632 مريضا لحالات فشل كلوي.
تقييم النظم الغذائية
وقام الدكتور أنطونيو غوميز-نتو، وفريقه البحثي، بمنح المشاركين درجات تقييم ما بين صفر وتسعة، لمعرفة مقدار التزامهم بنظام البحر المتوسط الغذائي، الذي يركز على استهلاك المزيد من الفاكهة والخضار والبقوليات والمكسرات والسمك والحبوب الكاملة، كما يحد من كمية الدهون المشبعة والسكر واللحوم الحمراء.
إلى ذلك ثبت أن المشاركين، الذين حصل نظامهم الغذائي على تقييم سبع درجات، أقل عرضة لمخاطر تدهور وظائف الكلى بنسبة 29%، مقارنة بالمتطوعين الذين حصلوا على خمس درجات وانخفض لديهم خطر الإصابة بالفشل الكلوي بنسبة 32 %، وفقاً للنتائج المنشورة في الدورية الإكلينيكية الصادرة عن الجمعية الأميركية لأمراض الكلى.
أدلة علمية متزايدة
وقال غوميز-نتو إن الأدلة العلمية المتزايدة أظهرت الفوائد الصحية للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط وتأثيره الإيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية والكلى.
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها العلماء أن حمية البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تفيد الكلى، إذ سبق أن توصل خبراء جامعة كولومبيا إلى الاكتشاف نفسه في عام 2013.
إلى ذلك أرجحوا أن انخفاض محتوى البروتين الحيواني في النظام الغذائي يمثل ضغطاً أقل على الكلى، ويقلل من الحمل الحمضي في الجسم. كما اتضح أن الحمية المتوسطية تحتوي على المزيد من الألياف ومضادات الأكسدة، والتي ثبت أنها تقلل الالتهاب الذي يعتقد أنه يلعب دوراً في أمراض الكلى.
الفشل الكلوي
وتلعب الكليتان، التي تكون الواحدة منهما عادة بحجم قبضة اليد وترتكز على عضلات الظهر، دوراً رئيسياً في تصفية النفايات من الدم وتحويلها إلى البول.
وإذا ما فقدت الكلى تلك القدرة، يمكن أن تتراكم النفايات فيما يعرف باسم أمراض الكلى المزمنة أو الفشل الكلوي، الذي يكمن العلاج الأفضل لها حالياً هو عملية زرع الكلى.
كما تنصح الدراسة الأشخاص، الذين أجريت لهم عمليات زرع الكلى، بضرورة الالتزام بنظام البحر المتوسط الغذائي من أجل استمرار نجاح عملية الزرع وعدم فقد العضو المتبرع به إليهم وظائفه تدريجياً.