قال مسؤول إعلامي "إسرائيلي" إن "إسرائيل تحولت من دولة تحتفظ بكميات هائلة من المعلومات السرية، إلى منظومة تستخدم ما يتاح من هذه المعلومات في حملات إعلامية علنية تخدم مصالحها الحيوية في عدة جبهات مختلفة، ضمن حروب الوعي والدعاية".
وأضاف ياردين فاتيكاي رئيس قسم الدعاية الوطنية لأكثر من عشر سنوات، في حوار مطول مع مجلة يسرائيل ديفينس، أن "المعلومات الأمنية التي تحوزها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يمكن لها ان تخدم الوسيلة الدعائية، كما حصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة في أبريل 2018 لدى الكشف عن أسرار لمفاعل النووي الإيراني".
وكشف النقاب أن "ذلك المؤتمر الصحفي الذي استمر عدة دقائق جاء حصيلة عمل شهرين كاملين من الإعداد والتجهيز، مما استقطب كل وسائل الإعلام العالمية ودوائر صنع القرار في العواصم الكبرى، وهو ما يدفع إسرائيل لأن تخوض في السنوات الأخيرة جملة حملات إعلامية ودعائية باتجاه مواقع محددة في المنطقة والعالم، سواء ضد إيران أو حماس".
وأكد أن "هذه الحملات الإعلامية يتم الاستفادة فيها من معلومات استخبارية بحوزة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتوظيفها في هذه الحملة الإعلامية بناء على الهدف المحدد، والفئة المستهدفة من هذه الحملة، وطبيعة اللغة المستخدمة، وشبكات التواصل المتداولة، وبعد أن يتم تحديد الهدف والجمهور، يتم وضع اليد على الأدوات اللازمة".
وأوضح أنه "على سبيل المثال، حين عرضنا الأرشيف النووي الإيراني كانت عيوننا على المجتمع الدولي، وكيفية تقبله لهذه المعلومات التي جاءت في 100 ألف وثيقة، معظمها باللغة الفارسية، مع العلم ان جهاز الموساد عمل مع قسم الإعلام والدعاية بصورة متقنة، ولذلك اشتغل طاقم مقلص جدا من قسم الإعلام وجهاز الموساد لإبراز الوثائق الأكثر حساسية، وجذبا للعالم".
وأشار إلى أنه "يتم العمل مع مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، سواء الموساد أو الاستخبارات العسكرية أو الأمن العام الشاباك، في كيفية توظيف المعلومات الأمنية التي بحوزتهم لتسويقها عبر حملة إعلامية دعائية، مع العلم أن العدو يصل في بعض الأحيان إلى معلومات حساسة وأسرار خطيرة لدى إسرائيل".
وأكد أن "الساحة الفلسطينية تعتبر جبهة مركزية في عملنا الإعلامي والدعائي، رغم أنها تبدو أكثر تعقيدا من سواها من الجبهات اللبنانية والإيرانية في مجال الإعلام، ولذلك فإن الجهاز المركزي الذي نعمل بالتنسيق معه هو جهاز الشاباك، حيث نعمل معه بصورة وثيقة على مدار الساعة، فلديه معلومات جمة وهائلة، ويدرك متي "يحررها" للتداول العام".
وأضاف أن "ذلك حصل معنا في حرب الجرف الصامد ضد حماس في غزة صيف 2014، حين حرصنا منذ اندلاع الحرب على امتلاك المعلومة الصحيحة من الشاباك، وحين امتلكناها في الوقت المناسب، وفي لحظة القتال، استطعنا تغيير عناوين الأخبار، كي نمنع تشويه صورة إسرائيل في الإعلام الدولي".
وأوضح أننا "عملنا لوقف محاولات حماس توظيف واختراق بعض المنظمات الإنسانية الدولية، حيث تواصلنا مع الشاباك في تحصيل المعلومات اللازمة، وحين "نضج" الملف الأمني، قررنا إعلانه للرأي العام العالمي، أجرينا حملة إعلامية دعائية لجميع الجهات الإعلامية حول العالم من أجل وقف ضخ الأموال إلى غزة عبر هذه المنظمات".
وأكد أننا "في هذه الحالة نستعين بـ"المنسق"، الذي باتت صلاحيته تزيد عن السلطة الفلسطينية، ونحاول أن نكشف للجمهور الفلسطيني ما الذي تخفيه السلطة وحماس عنهم، ونعمل ذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، حيث لدينا فرصة كبيرة للحديث والتواصل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وختم بالقول إننا "نعتبر أفيخاي أدرعي نجما في العالم العربي، حتى لو تعرض لعملية شيطنة من قبل متابعيه العرب، لكنه شخصية مهمة، فهو يوصل رسائل هامة، وكذلك أوفير جندلمان الناطق باسم رئيس الحكومة باللغة العربية".
عربي21