نشرت مجلة (بيكيا بادريس) الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن عواقب شعور الطفل بالقلق، وتأثير ذلك على سلوكه وتصرفاته بشكل ملحوظ.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته (عربي21)، إن الشعور بالقلق عادة ما يكمن وراء السلوكيات الغاضبة التي تصدر عن الطفل. كما أنه من الضروري فهم أن هذا القلق هو سبب السلوك التخريبي لدى الأطفال وليس العكس. لهذا السبب، ينبغي دائما ألّا نشعر الطفل بالذنب حين يقوم بتصرف سيئ، بل يجب أن نفهم ما يحدث بالقرب من هذا الطفل، والسبب الذي يجعله يتصرف بهذه الطريقة.
القلق الذي لا يتم التعرف إليه
أضافت المجلة أن الطفل يشعر بالقلق لعدة أسباب، من بينها الإحباط والخوف وعدم التسامح مع الفشل وآراء الآخرين. لذلك، يشعر الطفل بأنه مستهدف، وهو ما يجعله لا يتردد في القيام بردة فعل عنيف إذا تعامل معه الآخرون بطريقة لا تروق له. عادة ما تسيطر السلوكيات الغاضبة على تصرفات الطفل لحماية نفسه مما يسمى بالألم العاطفي. كلما زادت حدة الطفل في التعامل زاد شعوره بالقلق. وعادة ما يتفاعل الطفل العدواني مع القلق، وهو ما ينتج نوبات الغضب والانهيارات العاطفية.
القلق المقنع
أوردت المجلة أن الشعور بالقلق يمكن أن يتخذ أشكالا مختلفة وعديدة، ويظهر على هيئة ردود فسيولوجية عندما يعتقد الدماغ أن عليه الهروب من الخطر، وأنه يجب أن يمنح الجسم القوة اللازمة للمواجهة أو الفرار. لذلك، في الوقت الذي يبدي فيه بعض الأطفال قلقا بشأن المواقف أو الأشياء التي تسبب الخوف، يتفاعل البعض الآخر مع الحاجة الشديدة للخروج من موقف صعب.
غالبا ما يمكن إخفاء الشعور بالقلق؛ لأن أعراضه قد تشبه أعراض مشاكل أخرى، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لا يملكون الكلمات الصحيحة للتعبير عن مشاعرهم أو الذين لا وجود لأحد يصغي إليهم ولا يستطيعون التعبير عن قلقهم.
وأشارت المجلة إلى أعراض القلق الواضحة والأكثر شيوعا بين الأطفال، على غرار مشاكل في النوم، وعدم الرغبة في القيام ببعض الأنشطة، ومواجهة بعض المشاكل في المدرسة، وسيطرة السلوك العصبي على تصرفات الطفل. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر القلق أحد أسباب السلوكيات التخريبية التي تجعل تركيز الطفل في حصص الدراسة في الفصل أمرا صعبا للغاية. لذلك، من الضروري مراعاة أنه في بعض الأحيان، يصبح القلق شعورا مخفيا، ولا يلاحظه أحد حتى لو كان الطفل يعاني منه باستمرار.
يهمل بعض الآباء هذه المسألة، ولا يبذلون مجهودا يُذكر حتى يشعر أطفالهم بالأمان. علاوة على ذلك، من المهم جدا أن يتفهم المعلم في المدرسة الحالة النفسية التي يعيشها الطفل، وأن يحاول تعديل سلوكه غير السوي بدلا من اعتباره طفلا عدوانيا أو غير مهذب. لذلك، يمكن للمعلم أن يوحد جهوده مع الطفل والمدرسة لوضع استراتيجيات لمنع هذه السلوكيات الناتجة عن الشعور بالقلق.
الخلط بين الشعور بالقلق واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تطرقت المجلة إلى أنه من الممكن أن نخلط بين القلق واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؛ لأن الطفل لا ينتبه، ويطرح الكثير من الأسئلة، ويريد الخروج من الفصل كثيرا للذهاب إلى الحمام، ويتعرض للكثير من المتاعب اليومية. في هذه الحالة، يمكن أن يوبّخ المعلم هذا الطفل؛ لأنه عطّل مسار الدرس وأضاع وقت زملائه، حتى يشعر بالإحباط.
وذكرت المجلة أن الناس يميلون إلى افتراض أن ما يحدث مع هذا الطفل هو نوع من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، لكنه في الحقيقة يعاني من القلق. عموما، لا يتعرض الأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري لكل هذه المواقف؛ لأنهم يحتاجون إلى الكثير من راحة البال.
عربي21