أقدمت طائرات الاحتلال نهاية الأسبوع الماضي على رش مبيدات سامة على المحاصيل الزراعية في المناطق الشرقية لقطاع غزة.
وتعمد قوات الاحتلال على رش المبيدات السامة بين الحين والآخر على أراضي المواطنين وذلك بهدف مسح المنطقة الحدودية لمنع التسلل من قطاع غزة إلى الداخل المحتل، وقتل الأعشاب والأشجار ما يكبد المزارعين خسائر فادحة.
وبدوره اعتبر الخبير الزراعي المهندس نزار الوحيدي أن رش المبيدات حقيقة لا يغطيها كذب المواقع الصهيونية ولا يحجبها ولا يبررها عاقل أو منصف أو صاحب خلق، موضحا أنها تحدث كل عام بمعدل ثلاث مرات على أقل تقدير وتتم غالبا في الخريف والشتاء والربيع والصيف.
ويؤكد أن لدى وزارة الزراعة وثائق رسمية وتصوير حي ومباشر من المواقع التي يتم فيها الرش، ما يفند ادعاءات الاحتلال بأن الرش يتم فوق أراض فارغة.
وبين الوحيدي أن حالات التسمم وخسارة المحصول موثقة في وزارات الصحة والزراعة والاقتصاد ولدى سلطة البيئة وتعلمها مؤسسات دولية نشتكي لديها دائما مثل الصليب الأحمر ومنظمة الأغذية العالمية (الفاو) والصحة العالمية.
وتساءل لماذا يتم رش المبيدات بينما المحاصيل مزروعة في أرضنا، أعني داخل السياج الذي يحاصر غزة؟ وكل المحاصيل المزروعة هي خضروات وحبوب لا يزيد ارتفاع أعلاها عن 50 سم؟
ولماذا يتم رش المبيدات فقط في الصباح وحين تكون الرياح متجهة من الشرق إلى الغرب لتضمن وصول جميع المبيدات إلى أرضنا ومنازلنا ولا تصل إلى مزارعنا المغتصبة داخل فلسطين؟
وقال الوحيدي: لماذا لا يتم إبلاغنا إن جاز لهم الرش عن طريق الصليب الأحمر (مثلا) عن موعد ومكان وساعات الرش، ونوع المبيد المستخدم والجرعة المضادة له، وأثره البيئي؟ علما بأنه يلوث البيئة ويقضي على الوجود النباتي والحيواني بالمنطقة؟ ويتسرب للخزان الجوفي الضحل في غزة.
ويشدد على أن ارتفاع نسبة السرطان في مناطق التماس المعرضة باستمرار للرش مدعاة للشك في أن المبيدات هي السبب، مشيرا إلى أن المنطقة المستهدفة تزيد مساحتها عن 25% من مساحة الأراضي الزراعية في غزة، وهذا يعني تهديداً مباشراً وخطيراً على الأمن الغذائي برمته.
وانتقد الوحيدي الذين يتعاطون الرواية الصهيونية بالخصوص إما جهلا أو عن قصد هم شركاء العدو، وهذا يضعهم في صف أعداء قضيتنا عامة وقضايا المزارعين على وجه الخصوص.