قبل 25 عامًا من مثل هذه الأيام، كانت "بيت ليد" على موعد مع عملية بطولية مزودجة، لا تزال آثار الملحمة شاهدة عليها حتى هذه اللحظة عبر مجسم وضعه الكيان محل العملية ليبقى شاهدا على أكثر العمليات رعبا وألما ضد الكيان.
اطلق رئيس وزراء الاحتلال آنذاك إسحاق رابين وعودا مختلفة من الوعيد والتهديد، بيد أنه لم يدر في خلد المقاومين يوما أن يكون الانتقام بأداة أبناء جلدتهم ومن كانوا يوما رفاقا معهم، ليغتال أبطالها برصاص الامن الفلسطيني بعد عامين فقط من وقوع العملية.
الشهيدان عمار الاعرج وأيمن الرزاينة، جرى اعدامهما بدم بارد على يد جهاز مخابرات السلطة وبأوامر مباشرة من شعبان الغرباوي الذي يتسلم حاليا قيادة الجهاز في المحافظات الجنوبية، وكان آنذاك مسؤولا عن الجهاز في مخيم الشاطئ.
جريمة الإعدام التي حصلت على مرأى ومسمع من العائلة التي لجأ الشهداء اليها، شكلت حالة غضب والم داخليين خاصة وأن مهندس العملية والقائد في سرايا القدس الشهيد هاني عابد قد اغتيل قبل فترة وجيزة من اغتيالهما برصاص أمن السلطة.
قبل 23 عامًا لا تزال صفحات صحيفة الاستقلال التي أسسها الشهيد عابد، تسطر أوجاع هذه الجريمة، وهي تنقل عن قيادات وطنية بحجم القائد نافذ عزام سؤالا تاريخيا "من جعل من مقاومي الأمس سفاحي وسفاكي دماء؟"
كما أن سجلات المقاومين وتحديدا الشهيد المقاوم شادي الكحلوت، لا تزال تحتفظ بمعاني التعذيب الوحشي، الذي وصل حد "التلذذ بالعذاب"، بدءا من سياسة التعري والتعذيب وليس اخرها التحرش بالمقاومين في محاولة لاذلالهم.
الشهيد الكلحوت إلى جانب مقاومين آخرين كان بينهم الشهيد أبو الحسن محمود الزطمة والأسير نضال البرعي، تلقوا أصناف من التعذيب على يد السلطة، فيما تتهم الأخيرة بمسؤولية تسليم البرعي.
وحتى اللحظات الأخيرة من استهداف الاحتلال لمقر المشتل التابع للمخابرات، مع بداية الانتفاضة، كان شعبان الغرباوي يرفض الافراج عن هؤلاء القادة الذين جرى تصفيتهم تباعا مع بداية الانتفاضة.