تباينت المواقف الدولية بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط، أو ما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن".
علقت موسكو على مؤتمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن صفقة القرن، أن الأهم من الصفقة هو موقف الفلسطينيين منها.
موقف روسيا
وقال نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا ستدرس الصفقة، وإن الأهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن موقفهم منها.
وأعلن بوغدانوف لوكالات أنباء روسية "يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية".
بريطانيا ترحب
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، إن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون خطوة إيجابية.
وقال المتحدث: "ناقش ترامب وجونسون هاتفيا اقتراح الولايات المتحدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذي يمكن أن يثبت أنه خطوة إيجابية للأمام".
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن خطة ترامب الثلاثاء لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني هي "بكل وضوح اقتراح جدي".
وأكد في بيان أن "اتفاقا للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل".
تحفظ ألمانيا
وقالت ألمانيا في تعليقها على خطة ترامب إن السبيل الوحيد لإنهاء ما وصفته بـ"النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني" هو حل يقبله الطرفان.
إيران ترفض وتهاجم
وقال مستشار للرئيس الإيراني الثلاثاء إن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط تمثل فقط اتفاقا بين الولايات المتحدة وإسرائيل ورفض هذا الاقتراح بوصفه "إجبارا وعقوبات".
وقال حسام الدين آشنا على تويتر بعد كشف ترامب عن تفاصيل خطته في واشنطن إن "هذا اتفاق بين النظام الصهيوني وأمريكا. التواصل مع الفلسطينيين ليس ضمن أجندته. هذه ليس خطة سلام ولكنها خطة إجبار وعقوبات".
أما الخارجية الإيرانية فوصفت خطة ترمب بـ"خيانة القرن" وقالت إن مصيرها الحتمي هو الفشل.
تركيا تنتقد
وقالت الخارجية التركية في ردها على مؤتمر ترامب بأن الشعب الفلسطيني وأراضيه، أمر لا يمكن شراؤه بالمال.
وتابعت الخارجية التركية بأن الخطة تهدف إلى القضاء على حل الدولتين وسرقة الأراضي الفلسطينية.
الأمم المتحدة ترفض
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش: "موقف الأمم المتحدة تم تحديده عبر السنين وملتزمون بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة".
وغرد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي نعمان قورتولموش، بعد إعلان ترامب قائلا: "لا يا ترامب! القدس إنها عاصمة دولة فلسطين وقلب العالم الإسلامي!".
وأعلن الرئيس ترامب بنود صفقة القرن المثيرة للجدل، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نتنياهو.
وقال ترامب في مستهل مؤتمر صحفي عقده من البيت الأبيض، إن خطته للسلام (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) مكونة من 80 صفحة، وإن رؤيته تختلف عن سابقاتها.
وأضاف: "سنشكل لجنة مشتركة لتحول خريطة الطريق الخاصة بالسلام إلى خطة تفصيلية، ولن نطلب من إسرائيل أن تفرط في أمنها مطلقا".
وقال ترامب، إن الانتقال إلى حل الدولتين لن يشكل أي تهديد لأمن إسرائيل، وإن الفلسطينيين لديهم فرصة ربما تكون الأخيرة للحصول على دولة.
وتابع: "خطتي ستمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا هناك، لن يتم إخراج أي فلسطيني أو إسرائيلي من أرضه".
وقال الرئيس الأمريكي، إن 50 مليار دولار سيتم استثمارها في الدولة الفلسطينية، إضافة إلى وتوفير مليون فرصة عمل خلال 10 سنوات.
وخاطب ترامب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس قائلا: "عزيزي عباس إن اخترت طريق السلام فالولايات المتحدة ودول أخرى ستقف بجانبك".
نتنياهو بدروه قال في كلمة له خلال المؤتمر: "آمل أن يقبل الفلسطينيون وينتهزوا الفرصة ويبنوا مع إسرائيل مستقبلا من الرخاء والسلام".
وقال نتنياهو، إن خطة ترمب للسلام تعالج جذر الصراع وهو ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وإن إسرائيل مستعدة للتفاوض مع الفلسطينيين فورا حول الصفقة.
وأضاف: "صفقة القرن تدعو لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود إسرائيل، كما تدعو حماس لتنزع سلاحها وتكون غزة بلا سلاح".