كشف الدكتور زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، عن التفاصيل المرتبطة بالواقع التعليمي وإنجازاته، عبر مراحله ومستوياته المختلفة.
الدكتور ثابت استعرض في لقاء خاص بـ"الرسالة" ضمن برنامجها الدوري "تحت المجهر" التفاصيل المرتبطة بواقع الوزارة وإنجازاتها والمعيقات التي تواجهها في مختلف تخصصات ومستويات التعليم.
التعليم
تشرف وزارة التعليم على 414 مدرسة، يدرس فيها 227 ألف طالب وطالبة بزيادة سنوية مقدارها 15 ألف طالب جديد سنويا، وتشرف بصفة عامة على مدارس الوكالة كذلك التي يدرس فيها قرابة 290 ألف طالب وطالبة، كما يقول ثابت.
وتتابع الوزارة كذلك 670 روضة أطفال مرخصة، إضافة لتلك غير المرخصة والتي تعمل الوزارة لدفعها الى اجراء تراخيص واتباع معايير السلامة والأمان.
وتشرف الوزارة على 28 مؤسسة تعليم عال بين "جامعة وكلية متوسطة وكلية".
وبحسب ثابت فإن وزارته تعمل في ظروف غاية في التعقيد والصعوبة بين حصار وانقسام منذ 12 عامًا، ونجحت رغم كل معوقاتها في الحفاظ على وحدة الإجراءات الخاصة بالثانوية العامة والمناهج الدراسية بين غزة والضفة.
ويشير أن الوزارة نجحت في إحداث نهضة عمرانية بالمنشآت الدراسية، فقد دشنت بداية العام 6 مدارس، وتعمل على إنشاء 38 مدرسة أخرى، ستفتح ثمانية منها العام الجديد، الأمر الذي من شأنه تخفيف العبء عن كاهل المدارس وتخفيف فترة الدراسة من فترتين لواحدة في بعضها.
وأشار وكيل الوزارة إلى وجود 660 مبادرة تعمل على أرض الواقع لإنجاز وتطوير العملية التعليمية وحل إشكاليات تربوية معينة، ضمن إطار برامج التدريب في الوزارة.
وذكر أن وزارته حافظت على وحدة المناهج الدراسية، وعملت على إثرائها بأكثر من ألفي فيديو تعليمي، يشرح المباحث الدراسية وأقسامها الأدبية والعلمية، وتساعد الطالب على الفهم.
وأوضح ثابت أن الوزارة نجحت في إنشاء عدد من مختبرات الحاسوب والكيمياء والمختبرات العلمية والحقائب الإلكترونية المنتجة ذاتيا في الوزارة، وموزعة على أكثر من 360 مختبرا.
كما نجحت الوزارة في قطع شوط كبير بقطاع الحوسبة، ودشنت مواقع تربوية عديدة أبرزها "روافد" التعليمي، الذي فاز ضمن أفضل 10 مواقع عربية و15 موقع تربوي بمسابقة في لندن.
ودمجت الوزارة قرابة 5 آلاف من ذوي الإعاقة، وعينت مدرسي ظل لقرابة 13 فردا منهم، إضافة للمدرسين الأساسيين، "في محاولة لدمجهم في التعليم العام وتطوير مهاراتهم الأساسية"، بحسب ثابت.
التعليم المهني
وفي ضوء ذلك، أشار ثابت إلى واقع تطوير التعليم المهني، إذ نجحت الوزارة قبل4 سنوات في افتتاح مجموعة من التخصصات بالمدارس العادية، وذلك لصعوبة إنشاء مدارس مهنية خاصة في كل مكان، نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية.
وأوضح أن الطالب أصبح لديه القدرة على الاختيار بين التخصصات "العلمية والأدبية والتقنية"، بعدما نجحت الوزارة في تطبيق الفكرة لدى 3 مدارس، "وفتحت تخصصات في الموبايل والمونتاج والتصميم، ضمن مختبرات حاسوب راقية"، لافتا إلى أن التجربة عممت فيما بعد في الضفة المحتلة.
كما افتتحت الوزارة التعليم التقني في مدرسة الصم الثانوية الوحيدة في فلسطين، التي تم تأسيسها منذ ثماني سنوات، وأضافت فيها تخصصات مثل تصميم الملابس وغيرها.
التعليم العالي
وحول واقع مؤسسات التعليم، كشف ثابت عن جهود الوزارة في تطوير برامجها بما يراعي سوق العمل، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على تقسيم برامج المؤسسات المعتمدة من غزة لـ3 برامج، أغلقت 33% منها، وأمهلت 33% من برامجها لتطوير نفسها، فيما أبقت على الثلث الأخير من البرامج.
وأوضح أن الوزارة أغلقت عددا من المؤسسات منها "أكاديمية السياسية بعد فك الشراكة مع جامعة الأقصى، إضافة الى اغلاق بوليتكنيك فلسطين، وبوليتكنك المستقبل"، كما أوقفت الوزارة اعتماد أي برامج جديدة.
وبين وكيل وزارة التعليم أن وزارته أوقفت هيئة الاعتماد في غزة عام 2017، على ان تشكل هيئة جودة مشتركة بين غزة ورام الله وهي الخطوة التي لم تحدث لهذه اللحظة من طرف الوزارة في الضفة المحتلة.
وحول الرسوم الجامعية ومنع بعض الجامعات الطلبة من الاختبارات لعدم تسديدها، أوضح أن الوزارة تتواصل مع بعض الجامعات لتقسيط الرسوم، وهي تملك 3 مؤسسات حكومية للتعليم العالي تحصل على نصف الرسوم مقارنة برسوم الجامعات.
وذكر أن الجامعات لا تستطيع العمل دون تحصيل رسوم خاصة وأن بعضها أصبح لديها عجز في صرف راتب لمدرسيها.
الاونروا
وعرّج وكيل وزارة التربية والتعليم على هاجس اغلاق مدارس الاونروا في ضوء الضغوط الامريكية و(الإسرائيلية) الرامية لوقف عملها، مشيرا إلى أن هذه الضغوط نجحت في إحداث تقليصات كبيرة لدى الوكالة في المدارس، الأمر الذي أحدث اكتظاظا كبيرا في مدارسها مقارنة بالاكتظاظ بمدارس الحكومة.
وأوضح أن الوزارة تعول على إرادة المجتمع الدولي الذي صوت في سبتمبر الماضي لصالح تمديد عمل الوكالة لثلاث سنوات إضافية في سبيل تحقيق أهدافها المنشودة، مشيرا إلى وجود مضايقات تفرضها حكومة الاحتلال على عمل الوكالة والتعليم الحكومي في الجزء الشرقي من مدينة القدس.
وأكدّ ثابت على ضرورة ممارسة أكبر قدر من الضغط للحفاظ على وجود الاونروا وعملها في حل مشكلة اللاجئين ودعمهم.
المسار القيمي
وعرّج ثابت على دور وزارته في تعزيز القيم السلوكية لدى الطلبة والاجابة عن الظواهر السلبية التي تعترضها، مشيرا إلى أنّ الوزارة ليست وحدها التي تؤثر على مجموعة القيم لدى الطالب، "فهناك بيئة متنوعة تؤثر بقيمه من أسرة ومجتمع واعلام وغيرها".
وأضاف أن الوزارة حاولت تعزيز السلوكيات الإيجابية والتأثير في تعديل السلبية عبر تغذية المناهج بالقيم، والتركيز على الأنشطة المدرسية التي تعززها، ومحاولة إيجاد برامج مختلفة للأنشطة المحببة للطلاب.
ولفت ثابت إلى أن الوزارة أطلقت برنامج "الواجب نحو الله والوطن والآخرين والذات"، وتضمن مجموعة من القيم عبر 4 آلاف نشاط نفذ في مختلف المدارس، من شأنها تعزيزها.
ونبه إلى تدخل بعض أولياء الأمور بشكل سلبي للدفاع عن ظواهر مرتبطة بشكل الطالب، وتتنافى في بعض الأحيان مع قرارات الوزارة كـ"قصات شعر بعض الطلبة وغيرها".
وأكدّ أن بعض الظروف تفرض نفسها على قلة من المدرسين والمدراء، للتلفظ او فعل سلوك مناف لقواعد الوزارة؛ "لكن في المحصلة هناك نظام يضبط إيقاع العلاقة بين الإدارة والطالب".
ولفت الى ضرورة الشراكة مع مختلف شرائح المجتمع المحلي لدعم ومساندة الأنشطة التربوية التي تعزز القيم الإيجابية.
مطبات في الطريق
ورغم النجاحات التي حققتها الوزارة خلال العقد الأخير، إلا انها تعاني من شح في التعيينات نظرا لصعوبة الظروف المالية، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على تعيين قرابة 1060 مدرسا بتعيين مؤقت لمدة ستة أشهر.
وأوضح ثابت أن الوزارة اتخذت إجراءات إدارية لتقليل المساحة الزمنية في إيجاد مدرس بديل حال تعرض أي مدرس ثابت لطارئ.
** رياض الأطفال
من جهة أخرى، عرّج وكيل الوزارة على واقع رياض الأطفال، خاصة بعدما سجلت في احداها حادثة وفاة لطفل، مشيرا إلى أنّها تعاني في مجملها من صعوبة من ناحية الإمكانات وتوفر مربيات الأطفال، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى لتقديم الدعم لها عبر المؤسسات الداعمة للارتقاء في أدائها.
وأوضح أن قرابة 150 روضة جرى دفعها لتقديم ترخيصها، وتعمل وزارته لمتابعة شروط السلامة في الرياض غير المرخصة، والمتابعة الدائمة مع تلك المرخصة لتلافي تجاوز شروط السلامة أو محاولة اختراقها.
وأكدّ أن الوزارة لديها تحفظ على أداء عدد كبير من رياض الأطفال، "لكن الظروف المالية فرضت نفسها على أدائها خاصة مع عجز الطلبة عن دفع مستحقاتهم المالية لها".
إقرار العطل
وحول قرار تعطيل المدارس في أوقات التصعيد أو المنخفضات الجوية، أوضح ثابت أن الوزارة شكلت لجنة مشتركة مع وكالة الغوث والوزارات ذات الاختصاص، وهي التي تحدد إعطاء اجازات من عدمها، خاصة وأن القرار يمس نصف مليون طالب تقريبا.
وأوضح أن "الوزارة ليست وحدها صاحبة اختصاص في إعطاء قرار تعطيل المدارس، وانما هي جزء من منظومة حكومية تعطي قرارا حول التعطيل من عدمه".
المناهج الدراسية
وفي ضوء ذلك، أشار ثابت إلى المناهج الدراسية وملاحظات الوزارة عليها، موضحا أنهم نجحوا في الحفاظ على توحيدها في الضفة وغزة، مشيرا إلى وجود إشكاليات حولها.
وأكد انه يجري العمل على مراحل مع المعلمين لوضع ادلة تشرح عملية التدريس، بغرض تطوير مهارات التفكير.
وذكر أنّ الوزارة لديها عديد الملاحظات حول المناهج ونظام التوجيهي، "تأخذ الوزارة برام الله في بعضها والآخر لا يؤخذ به".
نظام توجيهي
وحول نظام الثانوية العامة، أوضح أنه جرى تشكيل لجان خاصة في الضفة لوضع النظام وحصل على إجازة مجلس الوزراء دون مشاورة الجهات المعنية بغزة والضفة في البداية.
وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم أن وزارته تواصلت مع نظرائها في الضفة ووضعت ملاحظات جرى التجاوب مع بعضها.
وبين أن للوزارة ملاحظات على النظام المعمول به بامتحان الانجاز، مشيرا الى حرصهم على التواصل مع نظيرتها في رام الله لتجاوز كل هذه الملاحظات.
وأكدّ ثابت أنّ العلاقة مع الوزارة نجحت في إعطاء غزة حصتها من المنح الدراسية، ومحاولة الحصول على حصتها من دعم المؤسسات الأجنبية بعدما كانت لا تحصل على عشرة في المئة منها.