ارتفعت أصوات التهديدات (الإسرائيلية) بشن عدوان جديد ضد القطاع، على وقع الإعلان عن صفقة القرن، التي أحد أبرز ملامحها نزع سلاح المقاومة في القطاع.
"نزع السلاح" مسعى (إسرائيلي) لم تتوقف دولة الكيان عن محاولة تحقيقه؛ "لكنها لم تنجح في ذلك منذ كانت المقاومة تملك مجموعة بنادق واضطرت للخروج من غزة قبل عقود، بل تلك المقاومة استطاعت إخراج كامل مستوطنيها من داخل القطاع"، والقول هنا للدكتور محمود الزهار.
الزهار عضو القيادة السياسية لحركة حماس، يقول لـ"الرسالة " إنّ "الاحتلال ليس بحاجة لصفقات ليشن عدوانا على غزة، فقد حاول فعل ذلك في حروب مضت، وفشل في السيطرة على مجموعة بنادق، واضطر للرحيل".
وأكد أن هذا التهديد "سيثير حركة مقاومة حقيقية في الضفة المحتلة مع مرور الوقت".
حديث الزهار يعني أن التهديد (الإسرائيلي) مكبوح الجوامح ميدانيا، وان ارتبط بأفكار وطروحات سياسية تتبناها الإدارة الامريكية، لكنّ الفكرة ذاتها تبقى على طاولة البحث في محاولة عربية ومحلية ربما تشارك في عملية النزع.
من جهته، قال د. ماهر الطاهر مسؤول الدائرة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، "إن صفقة ترامب مصيرها مزابل التاريخ، ولن تتمكن أي قوة في الأرض سحب سلاح المقاومة، ولن يجري نزعه بأي شكل من الأشكال، بل وواهم من يعتقد انه يمكنه سحبه".
وأضاف الطاهر في مقابلة خاصة بـ"الرسالة" أنّ الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته، وسيثبت لترامب ونتنياهو أن مخططاتهم إلى زوال، مطالبا بضرورة "توحيد القوى لاندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة".
وطالب الطاهر بضرورة العمل على انهاء "مرحلة اتفاق أوسلو بكل ملحقاتها، وسحب الاعتراف (بإسرائيل) ووقف العلاقة الأمنية مع الاحتلال".
من جهته، أكدّ ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا " أنّ التهديد الأمريكي و(الإسرائيلي) بنزع سلاح المقاومة "حلم" ومحاولة لتسجيل نقاط، "لكنهم بالتأكيد لا يستطيعون الوصول الى مبتغاهم، ولا يمكن أن ينزعوا رصاصة واحدة من أيدي المقاومة".
وقال عطايا لـ"الرسالة ": "كيف لهم أن ينزعوا الصواريخ الجاهزة والمسلطة على رؤوسهم؟ والتي تنتظر أن تتخذ المقاومة بالمواجهة في أي عمل عسكري تحقق فيه أهدافها المرجوة".
وأوضح أن الهدف من هذا التهديد "هيمنة الاحتلال على غزة كما الضفة"، متابعا: "سلاح المقاومة الضمانة الوحيدة لتحرير فلسطين واحداث القلق لدى العدو، ويد المقاومين لا تزال على الزناد ومستعدون للتضحية بكل بسالة لاستمرار طريق المقاومة".
وذكر أن الصفقة تناولت موضوع "السلام بالصيغة الصهيونية"، وللأسف "بمشاركة دول عربية".
في ضوء ذلك، اطلقت قيادة جيش الاحتلال مزيدا من التهديد بشن عملية عسكرية كبيرة ضد القطاع قريبا، فيما كان التصعيد سيد الموقف في غزة منذ الإعلان عن صفقة القرن، ليتحول القطاع إلى ساحة مواجهة ليلية دائمة.
المواجهة وتبعا لأوساط المراقبين العسكريين، لا تزال قواعدها مضبوطة الإيقاع من الجانبين، إلّا أنّ تسارع الأحداث وفرض الوقائع المترتبة على صفقة القرن من قيادة الاحتلال، قد تدفع الأوضاع نحو سيناريوهين، "تدهور الأوضاع بما يجلب ردا من المقاومة يقود لمواجهة، أو ضربة (إسرائيلية) مسبقة لإحداث ردع يمنع المقاومة من التدخل للحيلولة دون فرض وقائع الصفقة".
لكن بالعودة للتقدير الاستراتيجي (الإسرائيلي) لشعبة أمان عام 2020، تعتمد الاستراتيجية على نظرية "المعارك بين الحروب" في إدارة المواجهات مع غزة، كما أنها تتحدث وبشكل صريح عن ضرورة إبقاء الوضع في القطاع على ما هو عليه "تسهيلات اقتصادية مقابل الأمن".
نظرية "المعارك بين الحروب" تعني أن المسار المرسوم للمواجهة الإسرائيلية للعام الجاري، لا تزال مضبوطة الإيقاع بما لا يقود لمواجهة واسعة.