قائد الطوفان قائد الطوفان

"هآرتس": الشعار الانتخابي يحطم التطبيع الفعلي مع السودان

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

القدس المحتلة- الرسالة نت

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة، إن "رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، يمكنه التفاخر بقدرته على إدارة دبلوماسية غير رسمية مع الدول، لكن عندما يتصادق مع الزعيم الموجود في الخرطوم، فإن السؤال هو عن أي سودان نتحدث؟".

وتابعت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل: "هل هو السودان المؤيد للإرهاب أم السودان الذي يغمز للغرب؟"، لافتة إلى الخلاف الداخلي في السودان حول لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان مع نتنياهو في العاصمة الأوغندية.

وحول احتفاء نتنياهو بلقائه مع البرهان، قالت الصحيفة إن "الكلام لا يوجد عليه ضريبة"، مبينة أن "نتنياهو ربما يمكنه التفاخر بقدرته على نسج علاقات مع قادة عرب، ليس في إطار علاقات دبلوماسية، لكن التطبيع مع السودان هو رفع لافتة انتخابية، حتى قبل أن يكون واضحا من هو الشريك في حفل الزفاف"، بحسب تعبيرها.

ورأت أن "التطبيع مع السودان يشبه الإعلان عن نية تطبيع العلاقات مع إيران أو كوريا الشمالية"، مستدركة بقولها: "حتى لو نجحت إسرائيل في إقناع الإدارة الأمريكية بشطب الخرطوم من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب، فإن عدم اليقين بشأن القيادة الثابتة بالدولة، يمكن أن يضع إسرائيل في مركز العاصفة السياسية التي لن تسمح بمأسسة التطبيع".

وأكدت الصحيفة أن "السودان يظهر كدولة لها إمكانيات كامنة لإعادة الإعمار، والانفصال عن إيران والتقارب من السعودية والإمارات، والانضمام لدائرة الدول التي أصبحت لا تعتبر إسرائيل عدوة"، مشيرة إلى أهمية السودان كموقع جغرافي استراتيجي على البحر الأحمر، إلى جانب تبعيته الاقتصادية للغرب، بما يضمن مصالح إسرائيل.

وتابعت أن "نسيج العلاقات بين السودان وإسرائيل يجب تعزيزه بحذر شديد، لأن تطبيعا فعليا مع السودان، يعتبر ذخرا له قيمة؛ يمكن أن يتحطم إذا تحول إلى شعار انتخابي".

وذكرت الصحيفة أن "غضب أعضاء الحكومة المؤقتة السودانية، جاء بسبب أن البرهان تجاوز صلاحياته كرئيس لمجلس السيادة، وأضر بأسس الدستور المؤقت، وقام بهذه الخطوة دون التشاور مع الحكومة وأخذ الإذن منها".

ووفق الصحيفة الإسرائيلية، فإن "هذا النقاش ممتع ويبرهن الصراع القوي بين الأطراف السياسية التي تحاول بناء الديمقراطية الجديدة في السودان"، منوهة إلى أن البرهان يطرح فوائد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في ظل تحفظ عدد من الأحزاب.

ولفتت إلى أن البرهان حرص على إبلاغ قادة الجيش بعزمه الاجتماع بنتنياهو، إلى جانب إخبار رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك بعد اللقاء، وشرح لهم المكاسب الكثيرة التي مكن تحقيقها للسودان، رغم الانتقادات التي أظهرته كخائن للقضية الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة، فإن البرهان يعتقد أن "إسرائيل تمتلك القدرة في التأثير على الإدارة الأمريكية، من أجل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لأنه طالما بقيت الخرطوم ضمن هذه القائمة، فلن تستطيع الحصول على المساعدات المالية من مؤسسات التمويل الدولية مثل صندوق النقد الدولي أو البنوك".

وشددت "هآرتس" على أن الولايات المتحدة التي رفعت عام 2017 معظم قيودها التجارية على السودان، لا تسارع إلى منح الحكومة المؤقتة مفتاح العالمية، مبينة أن "واشنطن تريد أن تكون على يقين من أن استبدال السلطة والمؤسسات المؤقتة سينشئ نظام ثابت وديمقراطي ويؤيد الغرب".

وأردفت: "وبالأساس يواصل المسار المناهض لإيران الذي تبناه الرئيس المعزول عمر البشير"، مضيفة أنه "عندما يتحدث البرهان ونتنياهو عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، فيفضل فحص عن أي سودان يدور الحديث".

وتساءلت: "هل يدور عن العصيان المدني الذي أدى إلى عزل البشير؟"، معتبرة أن هذا الحراك لم يهدأ بعد، حتى لو انخفضت وتيرة المظاهرات الكبيرة المندلعة في كانون الأول/ ديسمبر 2018، والتي استمرت حتى منتصف 2019.

وتوقعت أنه ربما تشهد الفترة الانتقالية في السودان هدوءا وتقدما في إجراءات الإصلاح الاقتصادية وصياغة الدستور الدائم، لكن "يبدو أن الجيش لا يوجد لديه نية للتنازل على قوتة السياسية، ولا يوجد أي يقين بأن استبدال القيادة في مجلس السيادة سيتحقق بجدية".

البث المباشر