فجّرت كتائب القسام تصريحا من العيار الثقيل بعدما أفصحت عن إصابة عدد من أسرى العدو بشكل مباشر خلال قصف (إسرائيلي) على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي.
ولعل تغريدة أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام بأن الأسرى (الإسرائيليين) قد أصيبوا خلال القصف يعد تصريحا ضمنيا ولأول مرة بأن الجنود الأسرى لدى كتائب القسام أحياء.
في حين ترك تصريح القسام قادة العدو في تخبط، بعدما تحفظ عن كشف مصير أسرى العدو في هذه المرحلة، وهو ما دعا الرقابة العبرية لحظر النشر في هذه القضية.
تغريدة في اتجاهين
بدوره يرى الباحث في الشأن الأمني عبد الله العقاد أن تغريدة القسام تعد رسالة لجهتين، الأولى هي المجتمع (الإسرائيلي) الذي يشعر بالخيبة من قيادته بعد 6 سنوات من ترك الجنود خلفهم في قطاع غزة، وللقيادة (الإسرائيلية) التي تفشل حل هذا الملف.
وقال العقاد: "الرسالة الثانية للأسرى البواسل، وهو ما يدلل على أن قضيتهم مفصلية وعلى الطاولة دوما، وهم أولوية لدى المقاومة الفلسطينية".
وأشار إلى أن القسام أراد تحريك الرأي العام لذا الرقابة حظرت تداول هذا الموضوع إعلاميا ما يدلل على أنه يمس البعد القومي (الإسرائيلي).
وأضاف: "كما أن القسام أراد إيصال رسالة لأهالي الأسرى (الإسرائيليين) بأن قادة الجيش لا يأبهون لحياة أبنائكم ويعرضونها للخطر بتعمدهم قصف مناطق يشك بوجودهم بها وهو ما عرّض بعضهم للإصابة".
وقال أبو عبيدة في تغريدته: "بعد الكشف عن الحقيقة التي أخفتها كتائب القسام منذ عام 2019ـ، أن الخديعة الكبرى التي مارسها بنيامين نتنياهو على الجمهور الصهيوني بإطلاق سراح المعتقلة الصهيونية في السجون الروسية على قضية مخدرات، في وقت يترك فيه العدو أسراه الذين أرسلهم للعدوان في قطاع غزة منذ عام 2014 غير آبه بمصيرهم المجهول".
كما وعد المتحدث باسم كتائب القسام، الأسرى الفلسطينيين الأبطال "أن نعمل كل ما بوسعنا من أجل تحريرهم بكل السبل".
في حين نفى الباحث في المجال الأمني خالد النجار أن تكون تغريدة القسام "معلومة ذات بعد أمني يخدم العدو ويكشف مصير الجنود الأسرى لدى المقاومة".
وقال النجار إن مسألة كي الجرح لا تزال بعيدة ولن يلتئم جرح الاحتلال بعيدا عن التئام جراح الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو.
وأوضح أن تغريدة القسام تسير في اتجاهين، الأول: توتر أجواء الساحة السياسية لدى (الإسرائيليين) قبيل الانتخابات (الإسرائيلية) المزمع إجراؤها في مارس المقبل.
والثاني: الضغط على الاحتلال من خلال إظهار الخطورة التي يتعرض لها جنوده في غزة خلال جولات التصعيد والجولات المتوقعة، وهذا له انعكاسات على بيئة الاشتباك بين المقاومة والجيش (الإسرائيلي).
وكانت كتائب القسام عرضت صور أربعة جنود (إسرائيليين) وهم: شاؤول آرون وهادار جولدن وأبراهام منغستو وهاشم بدوي السيد، رافضة الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.
وتشترط حماس الإفراج عن محرري "صفقة شاليط" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014 قبل الدخول في أي مفاوضات لإجراء صفقة تبادل أسرى جديدة.
وفي أكتوبر 2011 نجحت وساطة مصرية ألمانية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين حماس و(إسرائيل)، أفرج بموجبها الاحتلال عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الذي أسرته في قطاع غزة لخمس سنوات.