بدء تحضير خرائط الضم.. نتنياهو يصب الزيت على النار

بدء تحضير خرائط الضم.. نتنياهو يصب الزيت على النار
بدء تحضير خرائط الضم.. نتنياهو يصب الزيت على النار

الرسالة نت - محمد عطا الله  

 يسابق بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال )الإسرائيلي(، الزمن في خطواته المتسارعة بالسيطرة وسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية؛ بعد الضوء الأمريكي الأخضر الذي حصل عليه عقب الإعلان عما يسمى صفقة القرن.

ولعل الإعلان عن بدء التحضير لخرائط ضم المستوطنات في مناطق الضفة الغربية والأغوار وشمال البحر الميت بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، وذلك بموجب "الصفقة" التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أولى الخطوات العملية للتنفيذ.

وقال نتنياهو خلال الخطاب الانتخابي لنشطاء حزب الليكود الذي أقيم في مستوطنة "معاليه أدوميم": "نحن بصدد رسم خريطة للأراضي التي ستكون وفقا لخطة ترامب جزءا من دولة )إسرائيل(.

وأوضح في خطابه أن بلاده ستحظى بدعم الإدارة الأميركية لفرض السيادة )الإسرائيلية( والضم على أجزاء من الضفة، سواء قبلت السلطة الفلسطينية أو امتنعت عن التعامل مع "صفقة القرن".

ويعكس هذا الأمر النية )الإسرائيلية( بالرغبة الفعلية في تنفيذ الصفقة والشروع في خطواته حتى قبل إجراء الانتخابات، المزمع عقدها أوائل الشهر المقبل، وهو ما يعتبر بالنسبة للفلسطينيين بمثابة صب الزيت على النار.

 

 تعاون مزدوج

بدورها، اعتبرت حركة حماس هذا الإعلان بمثابة امتداد للعدوان الأمريكي )الإسرائيلي( المزدوج على حقوق شعبنا الفلسطيني، محذرة من التداعيات والنتائج الخطيرة التي ستنجم عنه.

وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي له، إن على الإدارة الأميركية والاحتلال، تحمل نتائج وتداعيات استمرار هذا الصلف وهذا العدوان.

وأضاف "شعبنا الفلسطيني بقواه الحية ومقاومته الباسلة لن يتردد لحظة واحدة في خوض كل المعارك وبكل السبل والأدوات من أجل حماية حقوقه التاريخية والدفاع عنها مهما كانت التضحيات".

 أبعد مستوى

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. تيسير محيسن إنه لم يبق هناك أي عائق أمام نتنياهو وحكومته في الذهاب لأبعد مستوى لتنفيذ ما يُعرف بـ "صفقة القرن".

ويوضح محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أن المراهنة التي كانت لدى البعض على الموقف الدولي وإجراءات الكونجرس الأمريكي الرامية لعزل ترامب والتي باءت بالفشل بعد إسقاط التهم عنه واحتمالية فوزه بدورة ثانية في الانتخابات المقبلة إذا ما قرر اللوبي الصهيوني في الولايات دعمه بشكل مطلق، كانت خاسرة.

ويبين أن هذا الأمر سيعطي نتنياهو إمكانية أكبر وخطوات أوسع في السير نحو تنفيذ الصفقة وضم الكتل الكبيرة في مستوطنات الضفة وفي وقت لاحق ضم الأغوار وشمال البحر الميت، لافتا إلى أن عملية الضم ستكون على مراحل وليس دفعة واحدة.

ويشير محيسن إلى أن تلك الخطوات ستكون لها تداعيات كارثية، مبينا أن نتنياهو يتمسك بهذا الأمر ويحاول أن يخلق أرضية متينة له ليكون أكثر حظا في صندوق الانتخابات وتنفيذ وعوده الانتخابية.

ويشدد على ضرورة أن يكون الموقف الفلسطيني موحدا وأن تتخذ قيادة السلطة تغييرا استراتيجيا في العلاقة مع الاحتلال بكافة الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية وغيرها من أجل لجم الاحتلال عن القيام بمخططاته.

 ضم تدريجي

وبحسب تقدير موقف صادر عن المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية مسارات، فإن السيناريو الأرجح أن تذهب (إسرائيل) إلى الإعلان عن ضم بعض المستوطنات في الضفّة الغربيّة ومُحيط القدس، كـ"معاليه أدوميم"، أو غور الأردن كخطوة أولى، ومن ثم انتظار ردود الفعل الفلسطينيّة والعربيّة والدوليّة.

ووفقا للتقدير، فمن المُتوقّع أن يتم هذا السيناريو ما بعد الانتخابات، مع الحفاظ على الضم كخطاب انتخابيّ دون البدء في تطبيقه رسميًا: أولًا، لأهمية هذا بالنسبة إلى بنيامين نتنياهو في الحملة الانتخابيّة، ولاستقطاب اليمين للتصويت له على أساس أنّه سيضم ما بعد الانتخابات؛ وثانيًا، بسبب الإشكاليّات القانونيّة في الضم من خلال حكومة انتقاليّة ومسار قضائيّ يشكّك في نوايا رئيسها.

 

ما سبق يعني أن خطاب الضم سيتعزّز جدًا في الفترة المُقبلة ويشكّل نواة الحملات الانتخابيّة، خاصة لحقيقة أن نتنياهو هو من يصيغ الحيّز الإعلاميّ والانتخابيّ في (إسرائيل)، فيما يشكّل الضم التدريجيّ، وخاصة للمستوطنات الكبيرة، كـ"معاليه أدوميم" أو "أرئيل" أو حتّى الأغوار، موقع إجماع في السياسة (الإسرائيليّة) الداخليّة، وفق مسارات.

البث المباشر