أمست (إسرائيل) الخميس الماضي على عمليتي إطلاق نار في رام الله والقدس المحتلتين، لتثيرا الذعر لدى الاحتلال من تصاعد العمليات مجددا وتحرّك المياه الراكدة في الضفة والقدس.
ولعل انسحاب منذ عملية إطلاق النار شمال غرب رام الله بسلام، يزيد مخاوف الاحتلال من تنفيذ عمليات أخرى من الشخص نفسه وتشجيع غيره على انتهاج طريقته، في الذكرى الثانية للشهيد أحمد جرار الذي نفذ عمليات ضد جيش الاحتلال قبل استشهاده.
وتعيش الضفة والقدس حالة من الغليان بعد الإعلان عن "صفقة القرن" نهاية الشهر الماضي، وهو ما زاد من العمليات ضد الاحتلال.
الحراك يزداد
بدوره، أكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات أن لدى الاحتلال تخوفات كبيرة من تجدد العمليات الفردية في ظل تصاعد حالة التصادم بين (إسرائيل) والفلسطينيين بعد إعلان "صفقة القرن".
وقال بشارات: "الاحتلال يقول إنها عمليات فردية للتقليل من أهميتها ولكن لا شك أن الوضع في الضفة حساس في ظل قبضة الاحتلال والتنسيق الأمني وهو ما يظهره بوجهه العام على أنه فردي".
وأشاد بالعمل الفردي، موضحا أنه مميز في كثير من الأحيان لأنه يُصعب اكتشافه بسهولة وتتبع خيوطه.
وأشار إلى أن الموجة بدأت بالتصاعد والحراك الشعبي يزداد، "واستمراره مرتبط بتعامل السلطة معه من السماح له أو قمعه وكذلك بالتفاف الاحتلال على هذا التصاعد وخصوصا أنها تنظر إليه وهي مرتعبة مما يحدث".
وأعلن الاحتلال عصر الخميس الماضي، عن إصابة جندي بجراح في عملية إطلاق نار شمال غرب رام الله.
وأفادت القناة 20 العبرية أن فلسطينيا وصل إلى تقاطع U عند مستوطنة تلمون بمنطقة لواء أفرايم الإقليمي وفتح النار على المتواجدين هناك، وأصاب أحد الجنود، ثم انسحب.
وحسب القناة 7 العبرية، أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الجندي أصيب بإطلاق النار من سيارة فلسطينية مارة برام الله، ثم انسحبت من المكان.
وأشار موقع 0404 العبري إلى أن قوات كبيرة من الجيش تم استدعاؤها إلى مكان العملية.
في حين يجيب الخبير في الشأن (الإسرائيلي) الدكتور عمر جعارة، عن سبب عودة موجة العمليات الفردية في الضفة، قائلا: "بكل تأكيد صفقة القرن وما أظهرته الإدارة الأمريكية من تحيز كامل مع الاحتلال هي السبب".
وأكد جعارة أن هناك قلقا كبيرا في المجتمع (الإسرائيلي) في حال نجح منفذ العملية بالانسحاب، "وهو ما يجعله يستنفر كل أجهزته وامكانياته للامساك به وهو ما شاهدناه مع الشهيد أحمد جرار الذي تمر ذكراه الثانية هذه الأيام".
وكسابقه أشار إلى أن العمليات الفردية تثير المخاوف لدى الاحتلال أكثر من العمليات التي يتم التخطيط لها، "بسبب صعوبة تتبع خيوطها والكشف عن منفذيها بسهولة".
ولا يخلو يوم دون مواجهات مع الاحتلال في ظل حالة السخط الشعبي التي تعيشها مختلف المناطق، وهو ما أدى لارتقاء عدة شهداء خلال الأسبوع الماضي.