احتشد العشرات من الفلسطينيين أمام محكمة الصلح (الإسرائيلية)، تضامنا مع الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية قبيل الإعلان عن الحكم الصادر ضده بتهمة التحريض على الإرهاب ودعم الحركة الإسلامية.
من القدس ومدن الضفة المحتلة تمكن الفلسطينيون من المجيء لمؤازرة شيخ الأقصى كما يصفونه، بعدما كان قيد الإقامة الجبرية، لينطق القاضي بالحكم عليه بالسجن الفعلي 28 شهرا.
يذكر أن الاحتلال كان قد اعتقل الشيخ صلاح من منزله في مدينة أم الفحم في أغسطس 2017، وأمضى في سجنه حوالي 10 أشهر ثم حوله إلى الحبس المنزلي بشروط مقيدة.
وقبل أيام من المحاكمة الأخيرة، أطلق نشطاء وحقوقيون حملة تضامنية مع الشيخ صلاح "كلنا شيخ الأقصى"، وتفاعل معها الآلاف من فلسطينيي الداخل والخارج وكل من يتضامن مع القضية الفلسطينية.
ولم يقتصر الأمر على التغريد تحت وسم "كلنا شيخ الأقصى"، بل عقدت جمعيات تركية، الجمعة الماضية بمدينة إسطنبول، مؤتمرا صحفيا دعما لحملة دولية لنصرته، ووقتئذ تطرق المحامي خالد زبارقة، رئيس هيئة الدفاع عن الشيخ صلاح، في كلمته خلال المؤتمر، إلى ضرورة رفع الصوت للتأكيد على أن الأخير ليس وحيدا، فالقضية التي يحملها الشيخ تخص العالم الحر.
ولفت زبارقة إلى أنه رغم سوء الوضع الصحي للشيخ، إلا أنه كان يضطر خلال الإقامة الجبرية للانتظار فترات طويلة حتى تأذن له المحكمة (الإسرائيلية) بالخروج للعلاج.
وكان الشيخ في إقامة الجبرية، وكأنه في حبس فعلي وعزل انفرادي، حيث منع من استقبال الجمهور سوى القرابة من الدرجة الأولى والثانية، ومن استقبال الصحافة ومن كل أدوات الاتصال.
وعودة إلى الحكم الأخير الصادر بحق الشيخ صلاح، فإنه بموجب قرار المحكمة سيجري تخفيض 11 شهرا كان قد قضاها داخل السجن في الفترة السابقة ما يعني أنه سيقضي مدة 17 شهرا ليتم محكوميته في السجن.
وفي تفاصيل قرار المحكمة، فرض السجن الفعلي 24 شهرا في ملف خطب وتصريحات الشيخ صلاح إبان هبة باب الأسباط (البوابات الإلكترونية عام 2017) في القدس المحتلة و4 أشهر عن ملف وادي الجوز، وجرى تجميد تنفيذ الحكم لغاية 25 آذار/ مارس المقبل.
وقال شلومو بينغو قاضي المحكمة، في حيثيات قراره إن "التصريحات التي أدلى بها "المدان" وفي مناسبات عدة وجاءت ضمن لائحة الاتهام ضده، تجاوزت جميع ما هو مسموح به وفق القوانين المرعية"، مضيفا: هذه التصريحات لا يمكن اعتبارها أنها تندرج في إطار حرية التعبير عن الرأي ولا تمت بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد مع هذا المبدأ الذي تكفله النظم الديمقراطية.
في حين رد الشيخ صلاح عقب صدور الحكم " كلام القاضي فيه تحريف وكذب وبعيد كل البعد عن الحقيقة وهو مليء بالمغالطات، هناك من كتب للقاضي ما قاله".
وبعد انتهاء جلسة الحكم على الشيخ رائد صلاح، حمله الفلسطينيون الذين كانوا ينتظرونه في الخارج على الاكتاف، وهم يهتفون "الله أكبر ولله الحمد (..) بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، ووقتئذ صافحهم الشيخ مبتسما وهو يردد معهم "لبيك يا أقصى".
ووفق تصريحات أدلى بها عمر خمايسي أحد محامي الشيخ صلاح، خلال مؤتمر صحفي عقد خارج قاعة المحكمة في حيفا، بدلا عن الشيخ الممنوع بقرار قضائي (إسرائيلي)، من التواصل مع الجمهور أو الحديث إلى وسائل الإعلام، فإن الشيخ كان هدفه طوال الوقت تسجيل موقف له في المحكمة (الإسرائيلية) انتصارا لثوابته الإسلامية العربية والفلسطينية، بغض النظر عن قرار الحكم وعن ماهية هذا القرار.