كشفت صحيفة عبرية، عن ضغوط أدت إلى تراجع السلطة الفلسطينية عن تقديم قرار التصويت على مشروع رفض خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" إلى مجلس الأمن الدولي، في جلسته المقررة مساء الثلاثاء.
وأشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير لها أعده كل من أرئيل كهانا ودانييل سيريوتي، إلى أن ضغوطا أمريكية وإسرائيلية تمت على أعضاء مجلس الأمن الدولي، دفعت السلطة الفلسطينية لسحب مشروعها رفض خطة السلام الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن "التراجع الفلسطيني في الأمم المتحدة، جاء بعد ضغط أمريكي إسرائيلي على أعضاء مجلس الأمن، من مغبة تأييد المشروع الذي خططت السلطة الفلسطينية لطرحه من خلال تونس".
وذكرت أنه "بعد الضغط الشديد من بعثتي واشنطن و"تل أبيب" إلى الأمم المتحدة، أجرى أعضاء مجلس الأمن في الأيام الأخيرة مشاورات مع وزارات الخارجية في دولهم، لاتخاذ قرار بشأن الموقف الذي يعرضونه في المداولات".
وإضافة للضغط، فقد طلبت الولايات المتحدة "إدخال تعديلات أخرى تلطف القرار أكثر فأكثر، وفهم الجانب الفلسطيني أن احتمالات أن ينال مشروع القرار التأييد الذي أراده قل كثيرا، فقرروا تأجيل طرحه على التصويت في مجلس الأمن".
ورغم "التراجع الفلسطيني"، إلا أن "جلسة مناقشة خطة ترامب، ستعقد اليوم كما كان مخططا له، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس السلطة محمود عباس، والسفير الإسرائيلي داني دانون والسفيرة كرافت الذين سيعرضون مواقفهم، وبعدهم سيتحدث باقي أعضاء المجلس".
وذكرت مصادر فلسطينية في الوفد المرافق لرئيس السلطة محمود عباس لـ"إسرائيل اليوم"، أن "سحب مشروع الشجب، نبع من غياب التأييد الدولي للحجج الفلسطينية".
وأضافت: "حتى بعد رفع الصيغة الملطفة لمشروع القرار، والتي لم تتضمن شجبا صريحا لصفقة القرن، وجدنا صعوبة في تحقيق الأغلبية اللازمة لتمرير القرار؛ فمن أصل 14 دولة، كان لنا خمسة أعضاء أيدوا مسودة المشروع المرفوع".
وقال المصدر الفلسطيني: "فضلنا ألا نتعرض للإهانة وسحبنا المشروع".
وأشارت الصحيفة، إلى أن المسؤول الفلسطيني الكبير صائب عريقات نفى ما ورد في التقرير، وقال: "ما يشاع بشأن التراجع عن مشروع القرار إلى مجلس الأمن عديم الصحة، فمسودة القرار توزع، وهي لا تزال سارية المفعول، ونحن سنرفعها للتصويت دون أن ننتقص شيئا".
ونوهت إلى أن البعثة الإسرائيلية إلى الأمم المتحدة "راضية عن التطورات الأخيرة، وأوضحوا أن هذه نتيجة ضغوط شديدة مارستها إسرائيل والولايات المتحدة على الدول الأعضاء في مجلس الأمن لصد القرار الفلسطيني".
وحول المؤتمر المشترك بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، قالت الصحيفة: "ليس واضحا بعد ما إذا كان سيعقد مؤتمر أم لا".
وفي هذا الشأن، قال المصدر الفلسطيني المقرب من عباس: "أعطينا موافقة مبدئية لمؤتمر صحفي مشترك، وهذا إنجاز سياسي هام إذا ما وقف أولمرت إلى جانب الرئيس عباس وقدم معارضته للصفقة".
ومن المرتقب أن يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلمة بمجلس الأمن مساء اليوم، لـ"لحشد الدعم الدولي لرفض خطة ترامب-نتنياهو التصفوية"، وفق بيان سابق لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".