أكدت صحيفة "إسرائيلية"، أن الخطة التي عرضها رئيس أركان الجيش "الإسرائيلي" أفيف كوخافي، تعصف بها العديد من المخاطر، وتستوجب البحث الجيد قبل إقرارها من "الكابينت".
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه رئيس مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" السابق، الجنرال غيورا آيلند، أن رئيس أركان الجيش عرض الخميس الماضي، "الخطة متعددة السنين الجديدة، والتي تحتاج لإقرارها إقرار الميزانية، في ظل انعدام اليقين السياسي وإعلانات السياسيين عن الالتزام بشؤون أخرى".
ونوهت أن هدف الخطة هو "تحقيق الحسم الاستراتيجي على الأقل في مواجهة الأعداء الفوريين، حزب الله في لبنان وحماس في غزة"، معتبرة أن "الحسم سيتحقق إذا ما كانت الضربة لقدراتهم على قدر من الشدة والقصر في الزمن بحيث لا يتمكنون من العودة للوضع الحالي، فيرتدعون على الأقل عن المواجهة المتكررة على مدى سنوات طويلة، بل وربما يهجرون تماما الاستراتيجية التي بنوها"، بحسب تقديرها.
ورأت أن "تحقيق هذه الأهداف وغيرها في ساحات أخرى مثل سوريا وإيران، يستوجب الأخذ بثلاثة مخاطر، الأول يتعلق بـ"التوتر الذي بين الجاهزية القصوى والحرب هنا والآن، وبين الاستثمار في قدرات مستقبلية".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "خطة كوخافي تستند إلى فرضية ضمنية، بأن احتمال الحرب في الجبهة الشمالية في 2020 متدن نسبيا، وبالتالي فإن من الأفضل توجيه المقدرات وقدرات أكثر تطورا في السنوات القريبة القادمة، في ظل التنازل المحسوب عن رفع الجاهزية الحالية لمداها الأقصى".
والخطر الثاني، بحسب الصحيفة يتعلق بـ"التوازن بين الاستثمار في الهجوم مقابل الاهتمام بالدفاع"، مبينة أن "الاستثمار في الهجوم يقوم على أساس الرغبة في استغلال تفوقنا النسبي على العدو وزيادته للحد الأقصى، ما يضطر العدو للاستثمار في الدفاع أكثر وفي الهجوم أقل".
أما "النهج المعاكس، الدفاعي، فيحلل نقاط الضغط لدينا، ويستثمر أكثر في تقليصها"، بحسب "يديعوت"، التي ذكرت أن "الحديث يدور عن الحاجة إلى إيجاد نقطة التوازن الصحيحة، والخطة الجديدة هنا، تعبر عن أخذ مخاطرة محسوبة لتفضيل الهجوم على الدفاع".
وأما الخطر الثالث، فهو "يتناول التوتر الذي بين مبدأين حربيين، مبدأ "استنفاد القوة"، الذي يعني استغلال كل الإمكانيات العسكرية الكامنة بالحد الأقصى، مقابل مبدأ "البساطة"، الذي يشدد ضمن أمور أخرى، على استقلالية كل وحدة في جبهتها ومهمتها دون تعلق أو مع تعلق كبير بالمساعدة من القيادة التي فوقها".
ونبهت أن "الخطة الجديدة للجيش تفضل "استنفاد القوة"، والأمر يجد تعبيره أساسا بخلق اتصال ناجع في الزمن الحقيقي بين محافل الاستخبارات لكل المستويات، إلى جانب القدرة على تفعيل نار دقيقة، وكذا وسائل أخرى، مثل السايبر والقتال الإلكتروني".
وقدرت الصحيفة، أن "الخطر ينبع من مجرد حقيقة، أن الحرب تتميز بانعدام يقين عال، وبجهد العدو لتشويش قدراتنا، واستناد أكبر لتدفق المعلومات، ووسائل خداع عالية لمستويات متدنية من شأنه أن يؤدي إلى المس بالنجاعة، بسبب تشويش ذاك الاتصال أو المس بالمستوى النفسي".
وأضافت: "قائد كتيبة يتدرب على الحصول على معلومات كثيرة ومساعدة كثيرة من سلاح الجو، أو من مستويات القيادة العليا، من شأنه أن يجد صعوبة في أداء مهامه عندما يلزمه الواقع بأن يعمل وفقا لفريضة: هذا هو الموجود ومع هذا سننتصر".
وبينت أن "خطة كوخافي لم تقر بعد من الكابينت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) الذي عليه أن يوظف عدة أيام وليس بضع ساعات في هذه المواضيع المصيرية (المخاطر الثلاثة)".