رفض الشاب ماهر زعاترة -33 عاما- الانصياع لأوامر جنود الاحتلال من بلدة جبل المبكر فأطلقوا عليه حوالي عشرين رصاصة ليرتقي شهيدا قرب باب الاسباط، بزعم أنه يحمل سكينا لتنفيذ عملية طعن.
وترك جنود الاحتلال الشاب المقدسي زعاترة ينزف دما بعدما أصيب بجروح خطيرة حتى صعدت روحه إلى السماء، ومن ثم بدأت الإجراءات العسكرية في محيط باب الأسباط، وأغلقت جميع الأبواب المؤدية للبلدة القديمة.
بقي أطفال الشهيد الثلاثة ينتظرون عودته كما ودعوه صباح أمس السبت حتى رابعهم الذين سيأتي بعد شهور قليلة لن يراه.
سريعا جاء خبر استشهاد زعاترة، بعدما حاصرت جرافات الاحتلال بيته في حي الصلعة في بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة واقتحم الجنود المنزل وعاثوا فيه خرابا واستجوبوا من فيه ثم اعتقلوا والدته وأخته وشقيقيه "ظافر ومحمد".
لكن وفق شهود عيان فإن الشاب المقدسي زعاترة وهو خريج جامعة 6 أكتوبر، كان يركض بشكل طبيعي قرب باب الاسباط فظن الجنود أنه سيقوم بعملية فدائية.
واعتبرت حركة حماس تعدي الاحتلال على عائلة زعاترة واعتقالها، ما هو إلا دليل عجز وإفلاس، مشيرة إلى أن مدينة القدس وأهلها الأبطال عنوان للمرحلة، فبيوتهم خنادق متقدمة في الدفاع عن الأقصى، وأبناؤهم طليعة الأمة التي ما زالت تحيط بالأقصى وتحمي قدسيته من تدنيس الاحتلال ومستوطنيه.
وأكدت الحركة في بيان وصل "الرسالة" نسخة عنه، أن دماء الشهداء هي وقود للمقاومة ومواصلة الدرب على طريق تحرير الأرض والمقدسات، وإن غطرسة الاحتلال وعنجهيته لن تستطيع كسر إرادة الشعب الذي سيواصل مقاومته لإفشال الصفقة ومشاريع الضم التوسعية.
في حين اعتبرت لجان المقاومة في بيان لها أن جريمة إعدام المقدسي زعاترة ما هي إلا عربدة من الاحتلال ولا يردعها سوى المقاومة، داعية إلى اعتماد استراتيجية مقاومة متكاملة من أجل اقتلاع الاحتلال من الضفة والقدس.
يذكر أن ساحات مدينة القدس، والضفة المحتلة تشهد يوميا اشتباكات مع جنود الاحتلال تؤدي إلى ارتقاء عدد من الشهداء، عدا عن حملات التنكيل التي يقوم بها الجنود عند اقتحامهم للبيوت ومطاردة الشبان وسط تعزيزات عسكرية للاحتلال، وذلك بعد الإعلان عن "صفقة القرن"، حيث تخشى الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) من تصاعد المواجهات.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية (كان) لفتت إلى أن هناك قلقا يراود قيادات في الجيش (الإسرائيلي) من إمكانية اتساع رقعة الاحتجاجات التي انطلقت بعد الإعلان عن "صفقة القرن".