قائمة الموقع

والدة الأسير "الجرجاوي": صوته المثقل عبر الهاتف كشف اصابته بالسرطان

2020-03-04T14:23:00+02:00
والدة الأسير "الجرجاوي": صوته المثقل عبر الهاتف كشف اصابته بالسرطان
غزة – مها شهوان

قبل شهور قليلة، هاتف الأسير إياد الجرجاوي -34 عاما- والدته من داخل السجون الإسرائيلية، فصوته لم يكن كما عهدته سريعا في الحديث، يضحكها تارة ويقص عليها حكاياته مع رفقائه بالأسر تارة أخرى.

المرة الأخيرة التي سمعت فيها الأم صوت ابنها المعتقل "إياد" لم يكن على عادته، فكان مثقلا بالتعب، تخرج الكلمات بثقل وتأوه، حتى سألته عن حاله فرد عليها " فش اشي كنت سهران"، لكن ألحت عليه إن كان يشكو من شيء ليجزم لها أنه مرهق، إلا أن إجابته لم ترح قلبها فاقترحت عليه أن يطالب إدارة السجون إجراء الفحوص الطبية له.

في حقيقة الأمر كان المعتقل الذي أمضى تسع سنوات متنقلا بين سجون الاحتلال يشكو من صداع شديد، لم يستطع النوم بسببه، ومع شدة الألم طالب بالفحص الطبي حتى اكتشف اصابته بورم في الدماغ.

يقول شقيقه "فداء" أن الاتصال بأخيه شبه مقطوع، فقد علموا بإصابته من وسائل الاعلام مما شكل صدمة كبيرة لعائلته، مشيرا إلى أن الاحتلال حرم ذويه من زيارته الشهر الماضي، فهي ليست المرة الأولى التي تلغى ولأسباب غير مقنعة.

ويصف "فداء" "للرسالة" وضع عائلته عند سماعها للخبر أنه وقع كالصدمة عليهم، لاسيما لعدم تمكنهم من الحديث إليه، فكل ما وردهم من المحامي أن ملامح وجه "إياد" تغيرت وفاقد للشهية الأمر الذي أثر على وزنه.

وذكر أن أخيه المعتقل كان أصيب في رجله اليسرى خلال انتفاضة الأقصى حين كان فتا صغيرا وبقيت الرصاصة في جسده، وفي 2011 أصيب مجددا في الفقرة القطنية وأصبح يعاني كثيرا حتى تمكن من الحصول على تحويله للعلاج في الاراض المحتلة، وعند عودته لقطاع غزة ألقي القبض عليه من على معبر إيرز شمال قطاع غزة، ووجه له الاحتلال 22 تهمة تتعلق بالمقاومة وحكم بالسجن تسع سنوات ستنتهي صيف 2020.

يذكر أن إصابة الجرجاوي في السرطان أدت ارتفاع عدد الاسرى المصابون بالسرطان إلى 18 أسيراً، والذين يتعرضون لسياسة الإهمال الطبي على يد إدارة سجون الاحتلال.

وبحسب جمعية "واعد" للأسرى فإن الفحوص الطبية الأولية أجريت للأسير الجرجاوي وتم تشخيص كتلة ورم خلف أذنه اليسرى مباشرة، ويعاني من آلام شديدة في الشق الأيسر من رأسه.

وذكرت الجمعية أن الأسير كان يعاني من مضاعفات إصابته برصاص متفجر في البطن تعرض لها قبل اعتقاله وقد واجه مماطلة من قبل ادارة السجون في اجراء الفحوصات اللازمة له بالرغم من اّلامه المتواصلة لكنها وبعد مطالبات والحاح من الاسرى قامت بفحصه ليتبين وجود ورم أسفل الدماغ.

يذكر أنه حتى اللحظة لم يحدد نوع الورم إذا ما كان حميدا أم خبيثا.

ووفق مختصون في شؤون الأسرى فإن 90 % من المعتقلين أصيبوا بأمراض وهم داخل السجون الإسرائيلية، كما وتنتهج "إسرائيل" أسلوب الإهمال الطبي للتأثير على الأسرى الفلسطينيين من حيث الإضرار بحالتهم الجسدية والنفسية دون مراعاة للقوانين الدولية والأعراف المجتمعية وصولا إلى إنهاء حياتهم، حيث يوجد ما يزيد عن ألف حالة مرضية ين صفوف الأسرى بسبب الإهمال الطبي.

تجدر الإشارة إلى أن ما يزيد عن 68 أسيرا استشهدوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي، ويوجد حوالي 25 اسيرا مصابا بالسرطان من بين 500 أسير بحاجة لتدخل عاجل لعدم تفاقم حالتهم، و21 أسيرا يمكثون بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة دون توافر شروط تلائم حالتهم المرضية، فهناك أمراض يعاني الأسرى وبحاجة لمتابعة كالسرطان والفشل الكلوي والكبد الوبائي.

اخبار ذات صلة