محرر
تصرّ قيادة السلطة الفلسطينية القول على عدم وجود علاقة مع الإدارة الامريكية، رغم نفي الأخيرة على لسان سفيرها وإحراجه بوجود قنوات تواصل، بيد أنّ وجود ممثلين عنها في مؤتمر "آيباك" أماط اللثام عن حقيقة استمرار العلاقة بين الطرفين.
اطلالة على المنظمة!
"آيباك" يوصف بأكبر تجمع لداعمي (إسرائيل) داخل الولايات المتحدة، ويعقد في الأول من مارس لكل عام، ودأبت الرموز السياسية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على المشاركة في المؤتمر للتعبير عن دعمهم لـ(إسرائيل)، ولا سيما الراغبين في الوصول إلى البيت الأبيض.
وأسسّت المنظمة بعد 3 سنوات من انشاء الكيان، بغرض تعزيز العلاقات بينه وبين واشنطن في المجالات كافة، ويشارك فيها قرابة مئة ألف شخص من مختلف الأحزاب والمؤسسات في الولايات المتحدة ومن مختلف مناطق العالم، بميزانية سنوية تقدر بـ 60 مليون دولار بالإضافة إلى 300 موظف وجيش من المتطوعين و18 مكتبا موزعة في أنحاء مختلفة من العالم.
وتعنى المنظمة بتسيير رحلات للطلاب ولفئات أخرى في الولايات المتحدة لزيارة الكيان والتعرف عليه، ويتم اطلاع الطلاب على بعض المسائل الاستراتيجية بين الجانبين، انطلاقا من ايمانها باستراتيجية الاستثمار طويل الأجل في الطلبة.
وتلعب الآيباك دورا رسميا في تطوير العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان لكن موظفيها الكبار كانوا في بعض الأحيان القنوات الخلفية السرية لنقل الرسائل بين الكيان والإدارة الأمريكية.
علاقة متجذرة!
الصحافة العبرية والدولية كشفت عن مشاركة شخصيات ووفد رسمي من السلطة بأعمال المؤتمر، لتستكمل بذلك حلقات اعتراف المسؤولين الأمريكيين باستمرار العلاقة معها، رغم قطع واشنطن لمخصصاتها للسلطة.
وكان عريقات قد شارك في شهر سبتمبر الماضي، في مؤتمر مماثل لمنظمة "جي ستريت" الصهيونية في واشنطن، وهي منظمة تأسست في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، وتطرح نفسها المنافس لمنظمة اللوبي الصهيوني "آيباك"، التي تتبنى سياسات صهيونية يمينية في أميركا ودعم الحكومة الإسرائيلية.
وتسعى "جي ستريت"، التي باتت تعتبر من أكبر المنظمات الصهيونية خارج (إسرائيل)، كما تقول في برنامجها، إلى "تنظيم البيت السياسي لمؤيدي الاحتلال، ومؤيدي السلام الأميركي و"الذين يريدون أن تكون (إسرائيل) آمنة وديمقراطية، ووطنًا قوميًا للشعب اليهودي".
وتؤكد أنها "تعمل في السياسة الأميركية وداخل الجالية اليهودية لمناصرة سياسات تعزز المصالح الأميركية و(الإسرائيلية) المشتركة، والقيم اليهودية والديموقراطية، بما يقود إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني".
نفي وغضب!
مسؤول اللجنة السياسية في المجلس الوطني لـ "م.ت.ف" خالد مسمار، شدد على عدم وجود علاقات قائمة مع واشنطن على خلفية خطتها المسماة بـ"صفقة القرن".
مسمار عدّ في حديثه لـ"الرسالة نت" الحديث عن أي علاقة سياسية بمنزلة "أكاذيب" يراد منها تشويه الموقف السياسي للسلطة وافقاده المصداقية امام الجمهور.
لكن أنيس القاسم رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، قال إنّ معارضة قيادة السلطة الفلسطينية لـ"صفقة القرن"، "هي شفهية مخادعة لشعبها".
وأضاف القاسم في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، من عمان، أن "قيادة السلطة الحالية تواصل الخداع باستمرار سياسة التنسيق الأمني والسياسي مع الاحتلال".
ورأى القاسم أن السلطة لم تعد تملك أي قدرة على مقاومة صفقة القرن، "لأنها أساسا مستسلمة وخادمة للاحتلال"، مطالبا برحيل كل القيادة التي جاءت مع ياسر عرفات بعد اتفاق أوسلو.