يبدو أن بنيامين نتنياهو على أعتاب تشكيل حكومته الجديدة، بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات تقدمه في عدد المقاعد التي حصل عليها، وهو ما يفشل رهانات السلطة بقدوم حكومة جديدة تتعامل معها، بعد انعدام فرص الوصول لتسوية مع حكومة نتنياهو.
ولعل محاولة السلطة اقناع نفسها، بأن تغيّر الأشخاص من الممكن أن يغير مواقف ( إسرائيل) من ناحية الاستيطان والضم، هو ما يجعلها تعوّل كثيرا على انتهاء حكم نتنياهو وقدوم غيره.
وبعد فرز 99% من الأصوات، تظهر الانتخابات (الإسرائيلية) أن اليمين حاز على 58 مقعدا ووسط اليسار ظفر بـ 55 وليبرمان 7 مقاعد.
** رهانات فاشلة!
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن السلطة لا تزال تعيش على الأوهام بأملها في التغيير بالمجتمع (الإسرائيلي)، "وهي تتعامل على أساس أن هناك فرقا بين الأحزاب الإسرائيلية، وهذا مفهوم خاطئ".
وأوضح أن السلطة حاولت اللعب على وتر أن يترأس رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس وراهنت عليه، "ولكن علينا أن نتذكر بأن هؤلاء الأشخاص هم من خاضوا الحروب ضد الفلسطينيين ومع ضم الضفة وصفقة القرن".
وأشار إلى أن قادة الاحتلال لا يختلفون عن بعضهم ومنهجيتهم واحدة وهي "العدوانية وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وبالتالي هم إرهابيين لا يفرقون عن غيرهم".
وأضاف القرا: "المشكلة بأن السلطة لا تريد أن تعترف بأنها فشلت على مدار عقدين ونصف من المفاوضات، (إسرائيل) لا ترى من السلطة سوى أنها مقاول أمني وتعمل لأجندة معينة، فالمجتمع (الإسرائيلي) اليوم هو مجتمع متطرف ويتجه نحو اليمين المتطرف أكثرا فأكثر وهذا ما يجب على السلطة أن تدركه".
ورغم أن القناعات الفلسطينية بأن تلك النتائج لن تغير من الواقع الفلسطيني شيئا، إلا أن الحديث عن فوز اليمين المتطرف في الجولة الثالثة من الانتخابات من شأنه أن يؤثر على آلية التعامل مع الفلسطينيين بسبب اختلاف عقلية كل حزب.
ورغم أن فوز اليمين المتطرف أمر يضر بالقضية الفلسطينية أكثر ويساعد على انتشار الاستيطان بوتيرة أعلى، إلا أنه قد يكون أمرا جيدا بسقوط آخر الأوهام لدى السلطة الفلسطينية التي تؤمن بوجود شريك (إسرائيلي) للسلام.
ومن المتوقع أن تبقى السلطة على نفس الطريقة والنهج والخيارات المطروحة أمامها، ولن تغير تعاملها مع (الإسرائيلي) ولن تتغير في السياسة في ظل انعدام الأفق أمامها.
وتؤمن السلطة بأن الخيار الدبلوماسي واستمرار المفاوضات هو الأنجع رغم أنه لم يحرز تقدما على مدار 26 عاما، كما أن وجود مصالح كبيرة لجهات متنفذة لا تريد أن تفقد هذه الامتيازات التي حققتها عبر هذه السنوات مع (الإسرائيليين).
وعقبت الرئاسة الفلسطينية على نتائج الانتخابات (الإسرائيلية) بقولها: "نحن مستعدون للتعامل مع أي حكومة (إسرائيلية) تلتزم بالوصول للسلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية".