تعوّل السلطة على عودة المساعدات الأمريكية لخزينتها، بعد جفافها منذ العام الماضي، وتقليصها خلال السنوات الثلاثة الماضية.
وتستبشر قيادة السلطة بنجاح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بالانتخابات الأمريكية، وهو ما يدعم عودة المنح والمساعدات الأمريكية لخزينتها التي تعاني الويلات في ظل قلة الإيرادات المحلية وأزمة كورونا وضعف المساعدات الخارجية.
وكان جو بايدن قد تحدث سابقا خلال حملته الانتخابية قائلا: "الإسرائيليون يعرفون موقفي، فأنا كرئيس سأعارض الضم وسأعيد المساعدات للفلسطينيين".
عودة قريبة للمساعدات
بدوره، قال الأكاديمي الاقتصادي في جامعة النجاح، الدكتور بكر اشتية، "إذا كانت هناك استجابة وتماشت السلطة مع الإدارة الأمريكية الجديدة فإن المساعدات ستُضخ لميزانية السلطة وبسخاء".
ويرى اشتية في حديث لـ "الرسالة نت" أن المساعدات الأمريكية قريبة جدا من خزينة السلطة مع عودة الوسيط الأمريكي للملف الفلسطيني (الإسرائيلي) الذي أعلنت السلطة استئنافه مؤخرا.
وتوقع أن يكون موعد عودة المساعدات الأمريكية، خلال الشهور القريبة، "ولن يطول الموضوع كثيرا وهو ما قد يُحدث انفراجة في ميزانية السلطة التي تعاني كثيرا خلال السنوات الأخيرة".
وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية دعما للسلطة بإجمالي 5.74 مليار دولار، وتشكل ما نسبته 15.7% من اجمالي المنح –ما قبل إيقاف ترامب الدعم-، بعد الاتحاد الأوروبي الذي تبرع بـ 6.7 مليار دولار وتشكل نسبته 18.4%.
واستدرك اشتية حديثه: "مشكلتنا ليست فقط بالمساعدات الأمريكية، ولكن الإدارة الأمريكية أجبرت الكثير من الدول العربية والبنك الدولي وغيرها على تقليص المساعدات أو منعها بالكامل، ولذلك ننظر لعودة كامل هذه الأموال مع عودة المساعدات الأمريكية".
وأشار إلى أن عودة المساعدات لن تحل الأزمة المالية التي تمر بها السلطة، "ولكن قد توقف المديونية التي سجلت أرقاما كبيرة، وستخفف من الأزمة المالية بصورة كبيرة".
ووفق بيانات سابقة لوزارة المالية برام الله، فإن متوسط المساعدات الأمريكية السنوية قبل ايقافها، بلغت 100 مليون دولار.
وتتجه المنح والمساعدات الأمريكية لخزينة السلطة ووكالة "الأونروا" ومؤسسات المجتمع المدني عبر
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث يبلغ اجمالي الدعم لهذه الجهات قرابة الـ 700 مليون دولار سنويا.
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي المنح والمساعدات الخارجية الموجهة للفلسطينيين بلغت 35.4 مليار دولار منذ نشأة السلطة عام 1993 وحتى عام 2019، وفق تقرير المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار "بكدار".
كما تأثرت المساعدات أيضا على الصعيد العربي، فقد بلغ اجمالي الدعم العربي للميزانية الفلسطينية من بداية العام الجاري وحتى نهاية سبتمبر الماضي 39 مليون دولار فقط، مقارنة بـ 226 مليون دولار كانت تصل سابقا.
وعلى صعيد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، فتُعاني من قلة الدعم خلال الفترة الماضية، وهو ما دفعها للإعلان عن نصف راتب لشهر نوفمبر الجاري، والدعوة لاجتماع لحشد التبرع لميزانيتها.