قائمة الموقع

"شيخ الإسلام".. فلسطين ووحدة الأمة هم مشترك!

2020-03-08T14:22:00+02:00
"شيخ الإسلام".. فلسطين ووحدة الأمة هم مشترك!
الرسالة نت - محمود هنية

 

"لم يسمع عنه سياسي فلسطيني او عربي أو مسلم ذات عناية بالقضية الفلسطينية، الا وجعله المقصد الأول في زيارته لإيران، ذلك لما له من دور في دعم هذه القضية وتبنيها حتى النخاع"، بمثل هذه الكلمات نعت قيادات فلسطينية عديدة حسين شيخ الإسلام.

ذلك الاسم ربما تعرفه أوساط محدودة في حقل العمل السياسي، لكنه العنوان البارز لمن قصد ايران يوما لمساعدة سياسية او معنوية او حتى على صعيد دعم انتفاضة الأقصى، فقد لعب دورا مهما بحكم موقعه في دعم القضية الفلسطينية وتبنيها.

حسين شيخ الإسلام (مواليد 1952 في أصفهان- توفي 2020)، هو سياسي إيراني شغل منصب مستشار وزير الخارجية جواد ظريف حتى وفاته، وكان أيضًا عضوًا في البرلمان الإسلامي السابع في إيران، وقبل ذلك كان مستشار السفير الإيراني في سوريا.

كما كان شيخ الإسلام مساعداً لرئيس البرلمان علي لاريجاني للشؤون الدولية.

توفي شيخ الإسلام نتيجة اصابته بمرض الكورونا الذي انتشر كالنار في الهشيم بطهران وأصاب اعدادا كبيرة من سكان الجمهورية الإسلامية.

قبل عامين تقريبا كان الرجل قد أشرف على مؤتمر دعم انتفاضة الأقصى، تلك الانتفاضة التي وصفت بـ"اليتيمة" في ضوء تخلي كثيرين عن دعمها، كان شيخ الإسلام يطل برأسه داعما لها.

وكان الرجل من دعاة الوحدة مع المذاهب الإسلامية، لادراكه ان ثمة عدو يشعل فتيل النار بين المذاهب ويريدها حربا طائفية، فعمل على مسؤولية تقريب المذاهب وراع أساسي وحصري لمؤتمرات الدعاة لها.

واضحا وصريحا في مواقفه السياسية من فلسطين، وإن عادت عليه بضجر وصراخ المعارضين، فيوما ما أوصد باب الفتنة التي ارادت السلطة الفلسطينية اشعالها بين الفصائل الفلسطينية وطهران على خلفية الموقف من سوريا، ليعلن بوضوح "رفضنا استقبال عباس".

كان موقفه الذي اعلن عنه عبر صحيفة الرسالة التي تشرفت باجراء اكثر من حوار معه، صادمًا ومفاجئا ومربكا أيضا للسلطة ومن معها.

ثم عاد مجددا ليعلن عن حرص بلاده تقديم المعونة لمستحقيها الفقراء في القطاع ولعوائل الشهداء والجرحى، مشددا على أنها لن تمر عبر اطراف غير امينة، في إشارة للسلطة، تصريح أثار غضب الأخيرة كذلك.

شيخ الإسلام كان أيضا اكثر وضوحا حتى من اطراف فلسطينية وعربية حين اعلن وعبر صفحات الرسالة أيضا رفضه التام لإجراءات السلطة بحق القطاع، واصفا إياها بالاجرامية والمعاونة لاهداف الاحتلال.

مواقف سياسية اثارت ضجيج السلطة وغضبها، لكنّه كان ثابتا عليها بوصفها مواقف لا تقبل المراوغة، مشددا في الوقت على ذاته حرص بلاده إقامة قنوات طبيعية مع السلطة حال التزامها بوقف مواجهة المقاومة الفلسطينية.

وقبيل عشرة أيام فقط من استشهاده وتحديدا في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، برز الرجل في اخر تصريحاته الإعلامية كمدافع شرس عن القضية مما تتعرض لها من مؤامرات إقليمية تحديدا من تلك الدولة التي بات اسمها مرتبط بالتطبيع في الفترة الأخيرة.

يدرك  شيخ الإسلام أيضا ان هذه الأنظمة لا تمثل شعوبها، وان يوما ما ستنتفض هذه الشعوب على حكامها، مع ادراكه أيضا لمخاطر الحرب الطائفية والمذهبية فكانت فلسطين ووحدة الأمة همه المشترك.

اخبار ذات صلة