تواصل أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات شرسة طالت مجموعة من المعارضين والنقابيين، على خلفية مواقفهم المطلبية، مستغلة حالة الطوارئ التي أعلنت في الضفة المحتلة.
حملة الاعتقالات التي طالت القيادي الفتحاوي حسام خضر أبرز مؤسسي الشبيبة الفتحاوية بالضفة المحتلة، شملت كذلك الطبيب عماد مسعود وعدد من الصحفيين إضافة الى استدعاء آخرين.
وتزامنت الحملة مع إجراءات فتحاوية داخلية، أقصى بموجبها فريق عباس قيادات وازنة بذريعة قربها من القائد مروان البرغوثي، في إطار استعدادات الحركة لعقد مؤتمراتها العامة والتحضير للمؤتمر الثامن.
قيادات فتحاوية معروفة بـ"غزلها السياسي" لرئيس السلطة محمود عباس، صدمت من اعتقال حسام خضر، من بينهم يحيى رباح الذي تولى مسؤولية التنظيم في فتح بغزة قبل سنوات، مشيرا في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أنه لا يمكن الشك بوطنية ونضال خضر.
اعتقال حسام!
ترافقت عملية الاعتقال مع حملة اقصاء مستمرة بحق المقربين من البرغوثي، والتي بدأت قبل نتائج المؤتمر السابع للحركة الذي عقد عام 2015، بحسب القيادي في التيار الإصلاحي بالحركة عبد الحميد المصري لـ"الرسالة نت".
وحسام خضر من مواليد 1961 في قرية كفر رمان شرق طولكرم، وعائلته لاجئة من يافا المحتلة واستقرت لاحقاً في بلاطة، وصار لاحقاً أحد مؤسسي الشبيبة وأحد قيادات الانتفاضة الأولى، وسطح نجمه في جامعة النجاح واعتقله الاحتلال 27 مرة كما فرض الإقامة الجبرية عليه لعامين منذ 1984، إضافة إلى إصابته ثلاث مرات بالرصاص.
أما السلطة وأنصارها فيُصنفونه كشخصية تتبع دحلان، في وقت لا يمكن فيه إنكار شعبية الرجل في الحركة ومكانته مجتمعياً خاصة شمالي الضفة، وتحديداً نابلس، حيث تسانده مجموعة مسلحة كغيره من الشخصيات في الضفة ومخيماتها.
وقال النائب جمال الطيراوي، المرفوع عنه الحصانة بأمر من عباس، إن "الاعتقال جاء في توقيت غريب عجيب، ويشي بمؤشرات خطيرة... حسام قائد سياسي ولا يجوز التعامل معه بهذه الطريقة المهينة، وهذا تجاوز للخطوط الحمر".
وبعد إعلان رئيس السلطة حالة الطوارئ بساعات، بدأت أجهزة السلطة تصفية خصومها، ما دفع قيادات في فتح لوضع علامة سؤال حول توقيت الحملة وحقيقة الدوافع خلف اعلان الطوارئ!
وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس بحركة فتح، إنّ إعلان الرئيس عباس حالة الطوارئ لمدة شهر وتعطيل المؤسسات التعليمية والحياة العامة، "غير مبرر ويفتقد إلى الشفافية وقابل للتوظيف".
ورأى عبد القادر في حديثه لـ"الرسالة نت": "الوضع الصحي لا يستدعي كل هذه الإجراءات التي تجاوزت إجراءات دولة المنشأ".
وقالت النائبة المحسوبة على دحلان نجاة أبو بكر، إن "فلسطين ليست مصابة بفيروس كورونا صحياً، بل السلطة فيها مصابة بفيروس سياسي"، في وقت وقّعت فيه 150 شخصية عريضة تدعو للإفراج عنه، من بينها شخصيات أكاديمية وسياسية.
صراع انتخابي
وبحسب المصادر المطلعة التي تواصلت مع "الرسالة"، فإن حركة فتح قد عزفت عن اجراء انتخابات لمؤتمراتها العامة، بعد تجربة فاشلة قامت بها في رام الله.
وتشير المصادر إلى أن فتح قررت تعيين مجالس اقاليمها الجديدة على غرار ما فعلت في غزة.
وتكشف المعلومات أن اللجنة الثلاثية المشرفة على تنظيم فتح في غزة، ممثلة بـ" روحي فتوح وإسماعيل جبر وأبو ماهر حلس"، قد اطلعوا على ترتيبات التعيينات الجديدة التي شملت بعض الأقاليم في الحركة، مع إبقاء قيادات الأقاليم الأخرى على وضعها كإقليم الشمال على سبيل المثال.