في فترة الخطوبة و الانتخابات تكثر الأكاذيب والاشاعات، معقول؟ " نعم إلى حد كبير"، واليكم التفاصيل..
الخطوبة وليدة اخر قرار يتخذه الشاب والشابة بمفردهما في عصر الديمقراطية في غالب الأحيان ، وبناء على (نعم) منهما، يستعدا للبدء في أولى مراسم انتقالهما من مرحلة العزوبية الى الإقامة الدائمة في القفص الذهبي، وبذلك يتم شطب اسم المحروسة والمحروس من دفتر العزوبية.
والانتخابات هي مرحلة تسبق دخول شخص ما لعالم جديد ملئ بالطقوس الدبلوماسية والامتيازات والانشغالات، ويصبح عنصرا مؤثرا في مؤسسة ما.
قد يسأل القارئ وماعلاقة الانتخابات بالخطوبة ؟
تمهل عزيزي القارئ:
لو اجرينا بحثاً عن ماهية الأحاديث والوعود التي يقدمها الخاطب لخطيبته، والمرشح للناخب ،سنجد تشابهاً كبيراً، فالخاطبُ يبرز أفضل ما لديه من أقوال رومانسية ويطلق العنان لخياله، وكأنك حين تسترق السمع تشعر بأنك تسمع قيسا يغازل ليلى، أو نزار حين يكتب شعرا ببلقيس ، وترتدي الخاطبة أجمل الثياب وتتزين بما يسر نظر الخاطب وقلبه وعقله ، وتحفظ بعض كلمات وتنطقها بطريقة ناعمة تشعر سامعها انها انثى لم يجد الزمان بمثلها.
والناخب يفعل ذلك، لكن ليس مع مخطوبته أو لمخطوبته ،بل مع جمهور المستمعين ، فيتعامل معهم بكامل الدبلوماسية، يرقق لهم قلبه، ويفرد لهم جناح التواضع ،يستمع لهم.
لكن هل تبقى هذه الروعة بعد الزواج وبعد الفوز بالانتخابات ؟
" نعم "، ولكن إلى حدٍ ما، فبعد الزواج تتكشف حقائق كثيرة، فمن كان بالأمس فارس همام، صار اليوم هادئ مثل الحمام، ومن كان بالأمس حملاً وديعاً صار الآن غير ذلك، ومن كانت بالأمس "مروة " صارت الآن "مروان" ، والمرشح الذي اعطى الناخب ساعة يستمع لشكواه، غير عنوان بيته وجواله وربما زوجته.
ولكي تدوم المحبة بين المخطوبين اقدم هذه النصائح:
للعريس:
كن كما أنت ولا تبالغ في قدراتك.
لا تعد بما لا تستطع تنفيذه.
لا تطل مدة الزيارة وخليك راكز وخفيف الظل.
لا تنسى " تهادوا تحابوا ".
لا تكثر من قول "متقلقيش" فالمخطوبة تفهمها " نعم "، وتذكر أن عروستك لا تنسى ما تعدها به، وإن نسيت هي، فأمها لا تنسى ،وهن على قول الله عزوجل ( فتذكر احداهما الاخرى).
لا تكن كالناخب، يكذب حتى ينال الرضا، فهو قد يهرب، لكن انت، فالناخب امامك على مدار الساعة.
وللعروس أقول:
لا تتصنعي الجمال قولاً وشكلاً.
لا تبالغي في طرح امنياتك امام فارس الاحلام، وتذكري أن ( لحمه طري(.
لا تكثري من اختبار العريس ولا تضعيه في خانة المقارنة بينك وبين امه واخواته.
لا تتصنعي الزعل لتحصلي به على ما لم تحصلِ عليه بالرضا.
وإليكما هذه النصائح:
قراءة الكتب التي تتحدث عن السعادة الزوجية.
حضور اللقاءات التوعية في المساجد والمؤسسات ، ومتابعة البرامج التلفزيونية والاذاعية ذات الصلة.
الاطلاع على نماذج زوجية ناجحة لمعرفة اسرار النجاح.
عدم السماح للآخرين بالتدخل السلبي في حياتكما.
اجمالاً، تبقى فترة الخطوبة من أجمل فترات حياة الانسان، أو هكذا يجب أن تكون لأن تفاصيلها صعب أن تعاد مرتين، فكل شيء فيها جديد، نفوسها جديدة، طقوسها جديدة، نكهتها جديدة.
واختم برسالة لأهل العروسين:
لقد كنتم مثلهما، فكونوا عونا لهما، ارشدوهما للخير ،وارفقوا بهما ، كي يمدونكما بعد عام بأحفاد تقر بهم اعينكم ويعيدون لكم شغف الحياة، إن شاء الله.