صعد الدولار مقابل الشيكل إلى مستويات 3.68 نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن كان عند مستويات 3.42 في ارتفاع لمستويات لم تشهدها العملتان منذ قرابة عام.
ويترقب المستثمرون افتتاح أسواق المال صباح غد الاثنين، والتي من المفترض أن تكون الفيصل في اتجاه الدولار شيكل، وخصوصا في ظل الأحداث الدراماتيكية التي تعصف بالاقتصاد العالمي والارباك الكبير في الأسواق.
ويتوقع محللون أن تعصف أزمة مالية كبيرة في الأسواق المالية، وهو ما يزيد من التخبط في الأسواق ويحرك البنوك المركزية نحو التدخل بالأسواق في محاولة منها لكبح جماح التحركات الكبيرة.
ويشير مصطلح "الارتداد" إلى انعكاس مؤقت في حركة السعر داخل اتجاه قوي، وبذلك هو نهاية اتجاه السعر إما للبدء في اتجاه جديد أو بداية فترة من التوطيد.
أمامنا سيناريوهين
ويرى (بنك إسرائيل) من فترة، أن الشيكل قوي وهو ما دفعهم مرارا لجمع الدولارات من السوق لدفع الدولار للارتفاع أمام الشيكل.
(فالإسرائيليون) يرون بأن مستويات 3.40 – 3.50 قوية للشيكل وتؤثر بشكل كبير على الصادرات، وتزيد من تذمر التجار، وهو ما دفعهم للتدخل بالسوق ومحاولة الحد من الارتفاع الكبير للشيكل.
وبالنظر إلى الأحداث الأخيرة من تفشي فيروس كورونا، وإلزام (إسرائيل) آلاف الأفراد بالحجر الصحي، وكذلك تكرار الانتخابات وتعسر تشكيل الحكومة زاد الطين بلة.
كما أن التقرير الصادر الخميس الماضي عن (بنك إسرائيل) والذي توقع فيه بأن النمو الاقتصادي لعام 2020 لا يسير وفق ما هو مطلوب وهناك تباطؤ في ظل تفشي فيروس كورونا وحالات الاغلاق، أثر كثيرا على الشيكل.
ولعل موجة التخفيضات المتتالية لأسعار الفائدة والتي شرعت بها البنوك المركزية حول العالم، في محاولة منها لتفادي مخاطر "كورونا الاقتصادية"، وبالأخص بنكي الفدرالي الأمريكي والأوروبي، أثر بشكل مباشر على شكل صرف الدولار أمام الشيكل.
وفي ظل التخبطات الكبيرة في سوق المال، تزداد التعقيدات من الاتجاه الذي تسير سيمضي به الدولار أمام الشيكل، إلا أنه يمكننا اجمالي ذلك في سيناريوهين.
ويشير السيناريو الأول إلى إمكانية تشكيل (إسرائيل) لحكومة طوارئ في ظل الحديث عن اجتماع الرئيس (الإسرائيلي) رؤوفين ريفلين بنتنياهو وغانتس لحثهما على تشكيل حكومة طوارئ لمواجهة "كورونا"، وقدرة الاحتلال على السيطرة على "كورونا" وقلة أعداد المصابين في ظل الاحتياطات الكبيرة التي اتخذتها والسير على خطى البنوك المركزية وتخفيض الفائدة على الشيكل –خطوة متوقعة- وهو ما يدفع بالشيكل للارتفاع مجددا أمام الدولار إلى مستويات 3.55 ومنها إلى مستويات 3.47.
في حين يتمثل السيناريو الثاني في فشل تشكيل الحكومة، وتفشي فيروس كورونا، والمزيد من الاغلاقات على المصانع والمحال التجارية "وبالتالي نحن أمام انخفاض أكبر للشيكل، قد يوصلنا لمستويات 3.72 والتي تعتبر نقطة مقاومة قوية واختراقها قد يوصلنا لمستويات 3.78.
وكان ترامب قد قرر إعلان "حالة الطوارئ" لمكافحة فيروس كورونا، وهو ما يتيح الوصول لـ 50 مليار دولار وضخها في الأسواق لإعادة الاستقرار لها، وهو ما أدى لارتفاع مؤشر الدولار.
ويصعب الحديث في ظل الأحداث الحالية على وصول الدولار لمستويات 4 شيكل، في ظل الاحتياطات الكبيرة من الدولار في جعبة البنك المركزي، والتي تمكنه من ضبط الأسواق ومنع ضعف عملة الشيكل بشكل كبير.
وكانت (إسرائيل) قد أعلنت نهاية العام الماضي، بأن احتياطي النقد الأجنبي لديها وصل لمستويات غير مسبوقة عند حدود 122.3 مليار دولار.
ويذكر أن مؤشر الخوف "VIX"، والذي يقيس مزاج المستثمرين والأسواق، ارتفع بنسبة 290% خلال أزمة فيروس كورونا 2020، مقابل 108% خلال الأزمة المالية العالمية 2008، وهو ما يعكس حجم التخبط في الأسواق.