منذ السابع عشر من فبراير الماضي تعيش آية الخطيب -31 عاما- ظروفا قاسية في زنازين الاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك تحاول الظهور في المحكمة، كما رصدت كاميرات وسائل الاعلام، بصلابة وقوة من أجل صغيريها "محمد وعبد الرحمن" اللذين تمكنت من احتضانهما وتقبيلهما بقوة رغم اعتراض الشرطة والنيابة.
لأيام طويلة حرص جهاز الشاباك (الإسرائيلي) عدم نشر تفاصيل عن سبب اعتقال الخطيب ابنة بلدة عرعرة، كما منعت من لقاء محاميها وكانت تمثل أمام محاكم سرية، لكن مؤخرا زعم الشاباك في بيان له أنه تم إيقافها لجمعها معلومات استخباراتية لحركة حماس وتحويل أموال، حيث تم تجنيدها من قبل شخصين من قطاع غزة.
التهم التي لفقت إلى الشابة الخطيب كشف زيفها أصدقاؤها عبر تضامنهم معها في وقفات احتجاجية أو من خلال منشوراتهم عبر صفحاتهم الشخصية الفيسبوك، حيث أكدوا أنه معروف عنها عمل الخير ومساعدة الفقراء والمرضى في الضفة المحتلة وقطاع غزة فهي توفر لهم العلاج وما يحتاجونه من معونات اغاثية ومال وذلك بعد التأكد من حاجتهم.
وكان بدر إغبارية المحامي الموكل بالدفاع عن الخطيب، ذكر أنها تتمتع بمعنويات عالية وترفض الشبهات المنسوبة إليها.
وخلال تصفح "الرسالة" لصفحة المعتقلة "آية الخطيب" على الفيسبوك تبين أنها صاحبة حملات الخير ومبادرة "احنا سندهم" التي تستهدف المرضى والمحتاجين وتوفر لهم ما استطاعت عبر فاعلي الخير، فكل حالة كانت تصلها وبعد التأكد من حاجتها تنشر عبر صفحتها ويتفاعل أهل الخير ويقدمون المساعدات العاجلة.
وردا على مبادرة الخطيب، أطلق أصدقاؤها وسم "احنا سندها" لدعمها والمطالبة بالإفراج عنها ويسردون مواقف إنسانية لها، فكتبت أسيل قبلاوي:" ’ية تنفذ مشاريع وحملات الاغاثة الانسانية لدعم أهل غزة، فقط عبر حسابها الفيسبوكي، وبطريقة قانونية مكشوفة للعلن (..) منذ أشهر والشاباك يهددها بوقف حملاتها الانسانية فأطلقت هاشتاغ #احنا_سندهم، وواصلت المسير دون تردد".
أما أحمد عمري فكتب:" تعرفون آية خطيب! تلك التي تقوم على اعمال خيرية ربما لا تصل جمعيات بلادنا الى شيء لجانبها(..) تلك التي تطل علينا يوميا بمنشورات متعددة، تارة لعملية طفلة مصابة بالسرطان وتارة لعملية طفل على وشك الوفاة وتارة لإبر علاجية لنساء فقيرات معدمات".
وتابع:" ماذا حصل لها؟ تم اعتقالها قبل اسبوعين من بيتها وتم منعها من مقابلة اهلها او محاميها، لماذا برأيكم؟ لأنهم لا يريدون لأي همة ان تنهض بعمل حقيقي، ولا يريدون لأحد ان يسير الا وفق خططهم وبين اكنافهم، ولا يريدون الا لأصحاب الأفكار المسمومة ان تبرز بين شبابنا وشاباتنا من جمعيات نسوية مشوهة يفتحون لها الأبواب على مصراعيها لنشر ثقافة الرذيلة والانحطاط، اية التي قالت دائما احنا سندهم، آن لنا ان نقول احنا سندها الى جانب زوجها وأهلها".
سامح زحالقة روى عبر صفحته الفيسبوك موقفا له مع "آية"، قائلا: عن "امرأة بأمّة" أكتب،
سأكتب موقفا واحدا وأظنه كافيا خصوصاً في ظل هذه الحملة المباركة لنصرتها، والمساهمة بالتعريف بقضيتها وقصّتها مع الإغاثة والدور العظيم الذي تقوم به".
وتابع:" أثناء عملي التطوعي للم التبرّعات لحملة "مُلهم-خيرك دفا" لنصرة إخوتنا في سوريا، اتصلت بي آية تريد أن تتبرع، ثم ما كان منها إلا أن سلمتني "كيس نايلون" غامق وبداخله شيء "بخرخش" وعادة ما تكون أوراقا نقدية مرتبة ولا يصدر منها صوت، وعندما فتحته لأرى ما بداخله وإذا به إسوارة من الذهب! كانت هذه إسوارتها الخاصة! (إسوارة ليرات، باهظة الثمن جدا)، وطلبت مني بأن لا أخبر احدا بأنها منها وبأنها قد تبرعت أصلا!
يذكر أن محكمة الصلح في مدينة عكا مددت الأحد الماضي، اعتقال المعتقلة خطيب، حتى يوم الأربعاء المقبل، بشبهة التعاون والتخابر مع كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس في قطاع غزة.