"كورونا" يكشف "عورة" الساحرة المستديرة

يورو 2020
يورو 2020

الرسالة نت - وكالات

طالت آثار تفشي فيروس "كورونا" المستجد في مختلف أنحاء العالم، مسابقات كرة القدم في عدد هائل من البلدان الأوروبية، على رأسها الدوريات الخمس الكبرى.

وتوقفت كافة مباريات الدوريات الكبرى حتى إشعار آخر، كما خرج الاتحاد الأوروبي "اليويفا" بقرار جديد، أعلن فيه تأجيل مسابقاته القارية أيضا.

ولم يستقر "اليويفا" على موعد محدد لاستئناف مسابقتي دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي، إلا أنه أكد تأجيل بطولة "اليورو" لمدة عام.

الأموال تحكم

وظهرت عدة تقارير صحافية تفيد باستجابة مسؤولي "اليويفا" لمناشدات روابط الدوريات الأوروبية بضرورة تأجيل بطولة "اليورو" الصيف المقبل.

وطلب مسؤولو الدوريات الأوروبية وممثلي الأندية من "اليويفا"، إفساح المجال لهم لاستئناف المسابقات المحلية هذا الموسم، بتأجيل "اليورو"، حتى يتسنى لهم استكمال بطولاتهم.

وكان من المستحيل استئناف الدوريات وبطولات الكأس المحلية حال إقامة "اليورو" في موعده، في ظل ضيق الوقت وكذلك لوجود بعض المؤجلات.

وتحرص روابط الدوريات الأوروبية وكافة الأندية على استئناف الموسم، لتفادي استنزاف خزائنها بخسائر مالية فادحة.

وحال تم إلغاء الموسم في بعض البلدان، خاصة الدوريات الكبرى، فإن هناك خسائر بالملايين ستتكبدها الأندية جراء هذا القرار، رغم أنه سيأتي بلا شك لحماية الأرواح من خطر "كورونا".

ويرغب عدد من المسؤولين في استئناف مباريات الموسم حتى وإن كانت بلا جماهير، تجنبا لخسارة عوائد البث التليفزيوني، وهي الخسارة الأكبر مقارنة بإيرادات تذاكر المباريات.

وخرجت بعض التقارير الصحافية, لتؤكد أن هناك خسائر لا تقل عن 750 مليون يورو لـ"الليغا" و"البوندسليغا" على حد سواء، بينما ستتأثر أندية "البريميرليغ" بخسائر تقدر بحوالي 750 مليون جنيه إسترليني حال إلغاء الموسم.

ولن يختلف الحال كثيرا بالنسبة للدوريين الإيطالي والفرنسي، المتوقع لهما أيضا تسجيل خسائر فادحة حال عدم استئناف المسابقات المحلية.

انتقادات بالغة

ورغم حرص بعض المسؤولين على استكمال الموسم بأي شكل، مهما كلّف ذلك من خسائر بشرية، نظرا لأن اختلاط اللاعبين في المباريات يزيد من نسب انتقال العدوى بينهم، إلا أن هناك بعض الأصوات تعالت لانتقاد هذا الاتجاه.

وعلى سبيل المثال، تعرضت رابطة الدوري الإنجليزي لانتقادات بالغة بسبب تأخرها في تأجيل مباريات المسابقة، رغم معاناة بريطانيا من خطر الفيروس.

واتهم المدافع الإيطالي أنجيلو أوغبونا لاعب وست هام، رابطة "البريميرليغ" مؤخرا بعدم شعورها بالمسؤولية تجاه أرواح الناس, قائلا: "أشعر بأنهم كانوا بحاجة لفقدان أحدنا من أجل اتخاذ قرار التأجيل".

بل زاد أوغبونا على ذلك، باتهامه إنجلترا بشكل عام بالإهمال، وعدم الاكتراث بحياة وأرواح البشر، مضيفا: "لم يطلب مني أحد حتى الآن الخضوع لأي اختبار طبي".

أموال مقابل الأرواح

وبالنظر إلى موقف مسؤولي الكرة الإنجليزية وقرارهم المتأخر، فإن هذا نابع لخوفهم من خسارة مبالغ هائلة من تجميد النشاط الكروي.

وتعدّ أندية "البريميرليغ" الأكثر جنيا للأموال من إيرادات البث التليفزيوني، لذا حاولت الرابطة التأخر قدر الإمكان، لتفادي خسارة الأموال، لا سيما في ظل إمكانية إلغاء الموسم حال مواصلة الفيروس توغله داخل البلاد.

ولا يقتصر ذلك على "البريميرليغ" فحسب، بل إن باقي الدوريات الكبرى تسير على ذات النهج، وهو ما ظهر مؤخرا في ألمانيا.

وخرج بعض مسؤولي الأندية الكبرى في "البوندسليغا"، على رأسهم هانز يواكيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند، للحديث عن الأزمة، التي وصفها بـ"الأعظم في تاريخ كرة القدم".

وعند سؤاله عما إذا كان ناديه مستعدا لمساعدة الأندية الصغرى في ألمانيا، حال إلغاء الموسم، ذكر فاتسكه أنه ليس متأكدا من ذلك، مشيرا إلى أن تلك الأندية تبقى منافسة لدورتموند على أي حال.

وتدل تصريحات رئيس دورتموند على أهمية الأموال بالنسبة لبعض مسؤولي كرة القدم، والتي تغلب أحيانا على الجانب الإنساني، ليفضّل كل فريق النجاة بنفسه وبأمواله على حساب الآخرين.

البث المباشر