شرعت الجهات المختصة في قطاع غزة، صباح الثلاثاء، بأعمال تسوية وبناء في أراض جنوبي وشمالي قطاع غزة؛ تمهيدًا لإقامة حجر للقادمين إلى غزة من معبر رفح البري، وحاجز إيرز.
وأعلن مهند معمر، مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية رفح في تصريحات صحفية شروعهم بأعمال تسوية وبناء قطعة أرض تبلغ (20دونمًا/20ألف متر مربع)، غربي محافظة رفح، لتخصيصها للحجر الصحي.
وقال معمر إنه "يتم بتكامل وتنسيق مُشترك ما بين البلدية، ولجنة المتابعة الحكومية، ومصلحة مياه بلديات الساحل، وشركة توزيع الكهرباء، لتوفير كل ما يلزم للحجر"، مضيفا: سيتم بناء 500 غرفة خرسانية برفح ومثلها في شمال غزة، مزودة بحمام لكل غرفة، ومن المتوقع استمرار العمل لعشرة أيام، حتى يصبح الحجر جاهزًاً.
وجرى التنسيق مع شركة توزيع الكهرباء، وتم إمداد المكان بالطاقة، بالإضافة إلى أنه سيجري تمديد شبكات مياه وخطوط صرف صحي، بالتعاون مع مصلحة المياه.
وبعد الإعلان عن أماكن الحجر الصحي التي وفرتها الحكومة في غزة، بادر العديد من رجال الخير للمساعدة وتوفير ما يلزم، كحال رجل الأعمال الفلسطيني عبد العزيز الخالدي، الذي وضع "فندق الكومودور" الذي يملكه على شاطئ بحر مدينة غزة، تحت تصرّف الحكومة ووزارة الصحة في قطاع غزة، ضمن خطة الطوارئ للوقاية من فيروس كورونا.
وقال الخالدي في تصريحات صحفية، إن قرار وضع الفندق بجميع مقدراته تحت تصرف الوزارة، ينبع من المسؤولية الاجتماعية، وضرورة تكاتف الجميع في مواجهة أي أزمة يمرّ بها القطاع.
وكانت حالة من الامتعاض عبر عنها العشرات من المواطنين المحتجزين في الحجر الصحي الذي أقامته وزارة الصحة بغزة في المدارس، وعلت أصوات ذوي المحتجزين لعودة أبنائهم إلى بيوتهم بعد سفرهم ساعات طويلة وصولا إلى معبر رفح مبررين عدم رغبتهم بالحجر أنه تم فحصهم في المطار وكانت النتيجة سلبية وخلوهم من فايروس كورونا المنتشر عالميا.
وكتب محمد الشبطي أحد المواطنين الموجودين في مدرسة مرمرة "المخصصة للحجر الصحي برفح" على صفحته الفيسبوك" أثمن وكل المسافرين بلا استثناء عمل وزارة الصحة في الحد من انتشار فايروس كورونا واشكر حرصهم على المصلحة العامة وبناء عليه تم اقامة الحجر الصحي بمدرسة مرمرة واعلم ان هذا اجراء وقائي يطبق بكل العالم وبناء عليه نتمنى من سيادتكم: اقامة حجر صحي مناسب بحيث يكون كل مواطن بغرفة منفردة وحمام منفرد وليس كل مجموعة بغرفة للحفاظ على الجميع".
وتابع:" المدرسة لا تصح ان تكون مكانا للحجر الصحي لعدة اسباب ومنها غرفة بها من ٥-٨ اشخاص لدينا رجال كبار في السن ونحن على الدور الثالث، الحمامات مشتركة بيننا وبين الاخوات وهذا لا يصح دينيا ولا صحيا مع العلم ان مكانها غير مناسب، توفير كمامات وكفات يد للجميع".
كما طالب بلسان المحجورين، "وضع الرجال بعيدا عن النساء حفاظا على الحرية الشخصية، بالإضافة إلى حاجتهم لمواد تنظيف للحفاظ على النظافة الشخصية كحماية صحية لنا منها الصابون والمحارم، وكذلك توفير وسائل وسبل الراحة، وكذلك توفير ابسط الادوية للمرضى الذين يعانون من صداع او وجع اسنان".
وهنا يرد د. مجدي ضهير رئيس قسم الأوبئة في وزارة الصحة على امتعاض الأشخاص الخاضعين للحجر الصحي بالقول: "الفحص المعمول به في المطارات لا ينفي أن الشخص مصاب وهو في فترة حضانة المرض".
وتابع: "قد تكون نتيجة المسافر سلبية لكن حتى وصوله إلى معبر رفح يكون تعامل مع المئات من الأشخاص ويكون منهم مصاب، فالطريق مزدحم ما بين المعدية حتى المعبر".
وعن امتعاض المواطنين من وضعهم في مدارس الحجر الصحي، أوضح ضهير "للرسالة" أن وزارته تقدر امتعاض المواطنين لكنهم اضطروا لفتح الحجر الصحي في المدراس وفق الإمكانيات المتاحة، فالمهم هو صحة المواطنين ومحاصرة الفايروس وعدم إدخاله إلى قطاع غزة.
ودعا المواطنين إلى التعاون مع وزارة الصحة والالتزام في أماكن الحجر الصحي إلى حين التأكد من سلامتهم والعودة إلى بيوتهم.
ومساء أمس خرج مركز المعلومات الحكومي في مؤتمر صحفي أعلن فيه أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أنه خلال الساعات الماضية تم تنفيذ العديد من الإجراءات منها فتح مراكز حجر صحي وتخصيص الحالات المسافرة القادمة، بالإضافة إلى تنظيم جولات لضبط الأسواق بأكثر من ٥٢٤ زيارة لمنشآت مختلفة لضبط حالات الاحتكار، و١٠٦ محاضر ضبط بحق المؤسسات الاقتصادية المخالفة، عدا عن تجهيز عشرات الغرف المتنقلة للحجر الصحي تقوم بها جهات حكومية مختلفة.
وذكر أنه تم إغلاق كافة المنافذ باستثناء الحالات العائدة من المرضى عبر بيت حانون والعالقين في رفح، مؤكدا متابعتهم للحالات الخاضعة للحجر المنزلي فترة الحجر.
وجدد مطالب وزارة الصحة إنهاء تسليم المستشفى التركي في غزة للوزارة للحاجة إليه في مواجهة كورونا، باعتبار أن المستشفى يتيح للصحة القيام بكثير من الأدوار لمواجهة الفايروس.
وأهاب القدرة وسائل الإعلام الاهتمام بالجانب التوعوي وعدم نشر أي معلومة غير صادرة عن الجهات الحكومية.
وكان د. رامي العبادلة مدير دائرة مكافحة العدوى بوزارة الصحة، أكد في تصريحات صحفية أن وزارته طبقت العديد من إجراءات السلامة داخل المستشفيات من اتباع طرق التعقيم السليمة المستمرة للأقسام وللأجهزة الطبية، داعيا المواطنين الى اتباع طرق الوقاية من خلال النظافة الشخصية والغسل السليم للأيدي بالماء والصابون.
وأشار العبادلة الى أن الوزارة شكلت العديد من اللجان الصحية والاستشارية للتعامل مع هذا الملف والتي تعنى برفع درجة الجهوزية والاستعداد لمواجهة الوباء.
وذكر أن الوزارة قامت بتجهيز مستشفى ميدانيا داخل معبر رفح البري في إطار الإجراءات الوقائية التي تنفذها وزارة الصحة بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة للوقاية من وباء فايروس كورونا المستجد، والذي سيعمل بطاقة سريرية ٣٠ سريرا كمرحلة أولى اضافة الى ٨ أسرة عناية مركزة فضلا عن المختبر وقسم التصوير الاشعاعي اضافة الى الخدمات الأخرى، مؤكدا على خلو قطاع غزة من الفايروس.
وتجدر الإشارة إلى أن الفايروس ظهر في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون أول 2019، بمدينة ووهان (وسط)، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.
يُشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، أطلقت اسم (كوفيد 19) على الفيروس بدلاً من كورونا المستجد، تجنبًا لربطه بمنطقة جغرافية أو حيوان أو جماعة، وتطالب الدول باعتباره العدو الأول للبشرية".أعلى النموذجأسفل النموذج