يتأهب اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات اللجوء بلبنان، لمواجهة أزمة فايروس كورونا، خاصة مع تسجيل عديد الحالات في لبنان.
المخيمات الفلسطينية التي تكتظ بأعداد الساكنين، تعاني من افتقارها لأدنى مقومات الصحة وحاجتها لمراكز رعاية رئيسية، كما أن ارتفاع نسب البطالة والفقر، يصعب من قدرتهم المادية على مواجهة المرض.
وتشتكي جهات مختلفة من غياب أدوار الدعم لسكان المخيمات في مواجهة المرض، في ضوء تقشفات وكالة "الاونروا" بذريعة أزمتها المالية، وفي ظل العجز المالي للدولة المضيفة.
وأوضح مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" في لبنان علي هويدي أن العجز المالي للأونروا مطلع العام 2018 وصل 446 مليون دولار، حينها أطلقت الوكالة حملة "الكرامة لا تقدر بثمن"، واستطاعت ان تغطي العجز المالي بالكامل.
وتوقع وصول العجز المالي لسنة 2020 لحوالي مليار دولار من أصل 1.4 مليار دولار، مع توقعات بـ "تعليق" خدمات حيوية تقدمها الوكالة في الضفة الغربية وشرق القدس المحتلة وقطاع غزة إن لم يتم توفير المبالغ المطلوبة حتى نهاية نيسان/ابريل القادم..
هويدي قال لـ"الرسالة نت" إنه لا يوجد حتى الآن أي تحرك من الأونروا يرتقي للمستوى المطلوب داخل المخيمات.
وأضاف: تكتفي الأونروا بالبيانات والمنشورات التوعوية؛ لكن على الأرض من ناحية تعقيم الطرقات والمجاري والاهتمام بهذا الجانب، لا يوجد أي خطوات عملية باستثناء بعض المعقمات التي اشترتها لتعقيم مدارسها ومؤسساتها.
وحول جهود الدولة المضيفة، أوضح هويدي أنه لا يوجد حراك حقيقي لتقديم أنواع المعقمات.
وتابع: هناك مبادرات فردية من بعض المؤسسات الأهلية، والمجتمع المدني العامل وسط المخيمات، وهي لا ترتقي للمستوى المطلوب.
وأوضح أن نسبة الوعي لدى سكان المخيمات، أوجدت مساحة للتعامل مع الأزمة عبر الحد من الحركة إلا للضرورة القصوى، في محاولة لتفادي الأخطار في ظل غياب الأدوار المناط بها التعامل معها.
وذكر هويدي أن الحاجة كبيرة جدًا وتستدعي تدخل كل الأطراف، وفي مقدمتها الأونروا كمسؤولة بشكل أساسي عن المخيمات.
وزاد الطين بلة التصريحات التي أطلقها سمير جعجع المعروف بتاريخه الدموي ضد الشعب الفلسطيني، إذ دعا مجددا لحجر الفلسطينيين في المخيمات، وهي دعوة وصفتها قيادات سياسية عديدة بـ"العنصرية والمقيتة"، وعدّتها توظيفا سياسيا للمرض.
وأكدّ حربي خليل مسؤول العلاقات السياسية في حركة "أنصار الله" الفلسطينية في لبنان، أنّ هذه التصريحات بمنزلة "نبش للتاريخ العدائي الذي يتمتع به هذا الرجل تجاه الفلسطينيين".
وقال خليل إن تصريحات جعجع تعيد للأذهان سلوكه العدائي تجاه الفلسطينيين وتحريضه المستمر ضدهم سياسيا وقانونيا"، لافتا إلى ازمة العمل التي افتعلها وزير العمل المحسوب على حزب جعجع ضد اللاجئين.
وتابع: "هناك تعمد لتوظيف المرض من أجل تصفية حسابات انتقامية بحق الفلسطينيين، رغم أنه لم تسجل أي إصابة في صفوف الفلسطينيين".
وأكدّ ان هذه التصريحات تعبر عن السوداوية التي تحيط بالرجل تجاه الوجود الفلسطيني في لبنان.
وأعلن لبنان حالة الطوارئ القصوى بعد تسجيل عديد الإصابات من المرض.
ويعيش في لبنان قرابة 250 ألف فلسطيني في اخر إحصائية للدولة اللبنانية، في ظروف إنسانية معقدة.
ويمنع الفلسطيني في لبنان من العمل في 73 حرفة، بفعل القوانين التي تقيد حرية العمل والدراسة هناك.