شهدت مراكز الحجر الصحي في قطاع غزة خلال الأيام الماضية تحسنا ملحوظا في مستوى الخدمات المقدمة للعائدين عبر معبري رفح وبيت حانون، ما انعكس إيجابيا على نفوس المحجورين، وظهر واضحا في نشر يومياتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول محمد الشبطي المحجور صحيا في مدرسة مرمرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي انتشرت له منشورات عبر فيسبوك منذ بداية الحجر الصحي للقادمين من معبر رفح وايرز، عبر صحفته: "اختلفت الامور من اول يوم حجر في المدرسة فكل يوم جديد وكل يوم تطور واصلاح في المدرسة على كل الاصعدة الصحية والخدماتية".
وأضاف: "اصبحت في الفصول أسرّة بعد ان كنا ننام على الأرض، كل طابق تم انشاء حمام خاص له بدل الحمام الرئيسي الوحيد الذي كان للجميع، تم تركيب سخان للمياه، ودكتور متواجد على مدار الساعة، ووجبات متوفرة وبكثرة من المؤسسات والوزارات واصحاب الشركات واصحاب النخوة والمبادرات الشبابية".
وتابع: "فراش واغطية متواجدة منذ اول يوم وبزيادة، وأدوات صحية وادوات للتعقيم ومحارم وفرشاة اسنان ومعجون وماكنات الحلاقة لكل شخص وبشاكير خاصة وكل شيء موجود لكل شخص
خط انترنت من الاتصالات في وسط المدرسة".
واستطرد بقوله: "تأمين بشكل كامل للمقرات منذ البداية، الامور تسير في الاتجاه الصحيح والتطور المستمر حسب الامكانيات المتاحة بغزة، نؤكد لجميع الاهالي اننا بخير والامور طيبة وجيدة وكله لمصلحتنا جميعا بقطاع غزة".
اما الشاب محمود صلاح حمودة فاجأ زوجته بأن حضّر لها حفل عيد ميلاد الذي صادف قدومه مع الحجر الصحي لهم بعد وصولهم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، فيما نشر صورا لقائد الشرطة الفلسطينية بقطاع غزة اللواء محمود صلاح وهو يقدم الألعاب للطفل صلاح نجل الشاب محمود.
وفي إحدى مراكز الحجر وسط قطاع غزة رفع المحجورون يافطات جلدية كتب عليها عبارات الشكر والثناء لعمل الوزارات المعنية في قطاع غزة وللفرق الشبابية والمتطوعين والشركات على ما قدموه من خدمات.
وكانت عشرات الفرق الشبابية والمتطوعين والشركات والمؤسسات الخدمية والتجارية قدمت الكثير من الخدمات لصالح المحجورين، كوجبات الطعام والمستلزمات الأساسية، وكل ما يحتاجونه من خدمات تخفف عليهم معاناة الحجر بعيدا عن عوائلهم.
اما الصحفية سماح احمد المحجورة بمدرسة في دير البلح وسط قطاع غزة، كتبت عبر صفحتها: "أقسم بالله بعد كل هالخير والخيرين من أبناء غزة لمراكز الحجر الصحي حرام يكون في واحد محتاج أو جوعان، خلال ساعات المساعدات والمواد اللازمة للمحجورين والأكل إلي بيوصل وعبوات المياه بتكون حاضرة، أعتقد إنه بعد انتهاء فترات الحجر الصحي لازم وضع الناس المحتاجة يتغير، تصرف رجال الأعمال والشركات والمؤسسات في أزمة كورونا ساهم بصورة غير مباشرة بتغيير الصورة عن قطاع غزة وهاي الصورة لازم يتم استمرارها مع العائلات المستورة في بيوتها".
وفي تفاصيل الوضع في مراكز الحجر الصحي، قال الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، إن المختبر المركزي أجرى 82 فحصاً مخبرياً لحالات مشتبهة من العائدين حتى مساء أمس الجمعة، وكانت جميع نتائجها سلبية ولم تسجيل أي إصابة بالمرض ونؤكد خلو قطاع غزة من فيروس كورونا الجديد حتى الآن.
وأضاف القدرة أن الطواقم الطبية تتابع الحالة الصحية ل 1198 عائدا داخل 18 مركزاً للحجر الصحي على مدار الساعة، فيما قدمت الفرق الطبية خدماتها لـ 425 عائداً داخل مراكز الحجر الصحي ونطمئن أهلنا في قطاع غزة أن جميعهم بصحة جيدة.
وبيّن أنه تم تحويل 286 حالة مرضية بحاجة الى رعاية صحية الى مستشفى الرنتيسي التخصصي ومجمع الشفاء الطبي ومركز مسقط قيزان النجار ومسقط جباليا وفندق الكومودر بغزة وفندق الأمل بخان يونس ضمن إجراءات عزل خاصة.
وطالب القدرة المؤسسات الإنسانية والاغاثية الدولية بتلبية الاحتياجات العاجلة والطارئة من أجهزة التنفس والعنايات المركزة والادوية والمستهلكات الطبية والمستلزمات الوقائية لمواجهة وباء كوفيد19.
ودعا المواطنين الى الالتزام بتعليمات وإرشادات الوقاية والسلامة الشخصية والمجتمعية، ونؤكد على كبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي وذوي المناعة الضعيفة تجنب الأماكن العامة والتجمعات المزدحمة.