فايروس كورونا يفشل في اختراق حصن غزة حتى كتابة هذه السطور وهذا بفضل الله ورعايته ومن ثم بفضل جهود واجراءات الجهات الحكومية في قطاع غزة التي تواصل الليل بالنهار وبأقل الامكانيات حتى توفر لأهلنا في قطاع غزة حياة آمنة من كورونا الفايروس سريع الانتشار والذي شل أركان دول عظمي في العالم.
ونجاح غزة في مواجهة كورونا، لأن القائمين على إدارة شؤون الحياة فيها قد استشعروا خطر هذا الفايروس مبكرا وكان أول اجتماع لمناقشة كيفية مواجهته في الأسبوع الأول من شهر فبراير الماضي أي قبل نحو شهرين من الآن، وتم تشكيل لجان عمل أهمها اللجنة المشتركة بين وزارة الصحة في غزة ومنظمة الصحة العالمية ووكالة الغوث وأيضا لجنة الاستشاريين التي تتشكل من كبار الأطباء من مختلف التخصصات وأيضا لجنة مركزية من وزارة الصحة ولجنة حكومية من مختلف الوزارات، هذه اللجان وغيرها تعمل على مدار الوقت وأمامها هدف استراتيجي بمنع تسلل الفايروس إلى قطاع غزة.
ولأن القطاع يعتبر من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان، فرضت الجهات الحكومية اجراءات مشددة في حجر القادمين إلى غزة الذي بدأ بإنشاء غرف حجر في معبر رفح لـلقادمين من الصين في الأيام الأولى حتى تطور الأمر بحجر جميع القادمين عبر مرحلتين الأولى الحجر المنزلي الإلزامي والثانية الحجر الصحي الإلزامي في مدارس وفنادق.
ولتوفير الأمن الغذائي، اتخذت وزارة الاقتصاد اجراءات مشددة بمحاربة الاحتكار ورفع الاسعار من التجار وايضا توقيف التصدير إلى الخارج حتى تبقى الاغذية الأساسية في القطاع متوفرة لدى المواطن الفلسطيني.
ومن الإجراءات الصعبة التي اتخذت في غزة إغلاق المساجد ومنع الصلوات فيها باستثناء رفع الأذان، حتى لا تكون سببا في نشر الفايروس وهذا بإجماع أهل العلم في القطاع.
وتقديرا للموقف، جار على مدار الساعة إنشاء ألف غرفة للعزل الصحي في رفح وشمال غزة.
وفي خضم المعركة والمواجهة مع كورونا، وبحسب بعض المصادر المقربة من حركة حماس، فإنها وجهت رسالة للمبعوث الأممي ميلادنوف فحواها بأنه في حال لم يرفع الحصار عن غزة ولم ترسل المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة فإن المقاومة سيكون لها كلمة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وغزة أمام هذا الفايروس الذي اجتاح العالم تستعد لأسوأ الاحتمالات، ونسأل الله أن يحمي غزة وأهلها وسائر بلاد العالم.