طيلة ليالي الاثني عشر عاما بقي الأسير راتب أبو عقل – 33 عاما- يحلم بالحرية ليظفر بحضن أمه وأبيه بعد خروجه من سجون الاحتلال، ويخبر أشقاءه وأصحابه بمواقف وذكريات عاشها طيلة السنوات التي قضاها متنقلا من معتقل لآخر ضمن ظروف معيشية قاسية.
جاءت لحظة الافراج عن "أبو عقل" وكان يحلم بـالليالي التي سبقت تنسمه الحرية باستقبال حافل كما حدث مع من سبقوه من الاحرار، كان يحلم بحضن أبيه الذي منعه الاحتلال رؤيته طيلة سنوات اعتقاله، لكن حدث أن التقطته الكوادر الطبية من معبر بيت حانون "إيرز" لنقله إلى الحجر الصحي حفاظا على حياته كونه جاء من منطقة ينتشر فيها الوباء.
لا تزال بلدة بيت حانون تتزين وتحديدا بيت المحرر استعدادا لاستقباله، فأمه تصنع الكثير من الاكلات التي يحب، ووالده بقي مشغولا وهو يفكر بعروس تليق بابنه البطل كما يسميه.
يقول والد المحرر "للرسالة" بأنه كان متلهفا جدا لاحتضان ابنه لكن وضعه في الحجر الصحي أكثر أمنا على حياته وعائلته، مضيفا: شاهدت ولدي عبر الفيديو من الهاتف المحمول وعلى تواصل دائم معه (..) لم نصدق أنه يمكننا الاتصال به كلما أردنا وذلك بعد حرمان دام سنوات طويلة.
ومضى متحدثا "فرحت كثيرا حينما شاهدت صورا لابني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكمية الحفاوة من رجال الامن والكوادر الطبية به، فهو يتواجد اليوم في فندق المتحف وستمر الأيام سريعة ليعود إلينا".
وحتى اللحظة هناك وعود لتجهيز والد المحرر من حيث الإجراءات الوقائية ليلتقي بولده من بعيد، وهنا بعفويته يدعو "الرسالة" بمتابعته عبر الاعلام.
وكان أشقاء وأقارب "أبو عقل" قد رحبوا به من بعيد حينما استقبلوه على معبر ايرز، فكانت نظرات الشوق والاشتياق للطرفين كبيرة، لكن الحجر الصحي هو الأنسب كما ذكر المحرر.
ومن الغرفة المطلة على شاطئ بحر غزة بفندق المتحف، ذكر "أبو عقل" عبر الهاتف أنه دخل إلى الحجر الصحي دون أي غضب أو ضجر وبطيب نفس كونه يعلم أن هذه الإجراءات يجب اتباعها في ظل وباء كورونا الذي يجتاح العالم، مؤكدا التزامه بالإجراءات الوقائية المتبعة.
وأكد أنه أمضى 12 عاما في سجون الاحتلال من أجل وطنه، ومستعد أن يمضي أسبوعين في الحجر الصحي من أجل سلامته وعائلته ومحبيه.
وتطبق وزارة الصحة في غزة هذه الإجراءات على كل وافد إلى القطاع احترازياً، خشية أن يكون حاملا للفيروس، ويوجد في الحجر الصحي قرابة 1340 شخصاً، بينهم اثنان مصابان بالفيروس وصلا من الباكستان.
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل أسبوع أبلغت إدارة سجون الاحتلال، الحركة الاسيرة بوجود أربع إصابات من الاسرى بفايروس كورنا (كوفيد- 19) داخل سجن "مجدّو"