قال تقرير (إسرائيلي) إن "السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) تواجهان وباء الكورونا باعتباره عدوا مشتركا، ووفق المعطيات الصحية فإن عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المصابين بالوباء ما زال منخفضا، لكن الفلسطينيين يخشون فعليا من انتقال العدوى من المستوطنات إلى المناطق الفلسطينية، فيما تناشد منظمة "أطباء لحقوق الانسان" (إسرائيل) بالاعتراف عن المسؤولية عن أوضاع الفلسطينيين من الناحيتين السياسية والأخلاقية".
وأضاف عومر شربيط، في تقريره على موقع (زمن إسرائيل)، أن "انتشار الوباء في غزة سيكون كارثيا، مما يجعل أهمية الصحة ليست أقل من الأمن، لأن الفيروس لا يتوقف أمام الحواجز العسكرية والحدود الجغرافية، وهكذا باتت السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) تواجهان تحديا مشتركا، فالتعاون بينهما وصل مستويات غير مسبوقة".
وأكد أن "الأطباء الفلسطينيين باتوا يتلقون تقارير دورية عن آخر تطورات المرض في (إسرائيل)، واتفق الجانبان على وقف كامل لدخول العمال الفلسطينيين والموظفين الدوليين من المناطق الفلسطينية إلى (إسرائيل)، وبالعكس، فيما فرضت السلطة الفلسطينية إغلاقا شبه كامل داخل المدن الفلسطينية، وأثبت الكورونا للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أن المشكلة مشكلتهم هم، وليس أحدا سواهم".
وأشار إلى أن "العادة جرت بأن تكون المخاوف الإسرائيلية من انتقال المخاطر من المناطق الفلسطينية إلى (إسرائيل)، لكن كورونا قدم فرضية معاكسة وهي أن الفلسطينيين يخشون من انتقال العدوى إليهم من (إسرائيل)، في حين أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن التهديد الأساسي يتعلق من وجهة نظرهم بالعمال العاملين في (إسرائيل)ومستوطنات الضفة الغربية، باعتبارهم الخطر الأكبر".
وأوضح أنه "رغم وجود طواقم طبية أمام الحواجز الأمنية الفلسطينية، وفي المعابر المؤدية إلى (إسرائيل)، لكن هناك سوق سوداء تعمل على تهريب العمال لـ(إسرائيل) بطريقة غير قانونية، لأن العمال يتقاضون في اليوم 250 شيكلا عن يوم العمل، أما اليوم فيعرضون 500 شيكل بسبب النقص في أعداد العمال، والإسرائيليون ضاعفوا السعر المعروض للعمال".
وأضاف أنه "من أجل تبديد هذه المخاوف المتعلقة بعودة عشرات آلاف العمال من (إسرائيل) إلى الضفة الغربية، فإن الفحوصات الطبية تجري لهم على قدم وساق، لأن الخطر يأتي منهم بصورة أساسية، لكن المشكلة التي تواجهنا هي النقص في أجهزة الفحص، فمن بين ستين ألف عامل بحاجة لفحص طبي، فقد أجرينا فقط في الأيام الماضية فحصا طبيا للمئات منهم فقط".
وانتقل التقرير للحديث عن الوضع في غزة "حيث تحول الاهتمام لدى حماس من النزاع المسلح مع (إسرائيل) إلى المخاوف من الأزمة الصحية المرتقبة، وقد توقفت المسيرات الحدودية، وإطلاق الصواريخ، حتى أن القذيفة الوحيدة الأخيرة فهمتها (إسرائيل) على أنها رسالة من حماس بضرورة أن تتحمل مسؤولية الوضع الصحي في القطاع".
وشرح قائلا إن "قطاع غزة فيه 13 مركزا طبيا، يتوفر فيها 70 سريرا للعناية المكثفة، وفي الضفة الغربية هناك عدد مشابه من المراكز الطبية، بما فيها مستشفى المقاصد بالقدس، و125 سريرا في العناية المركزة".
وختم بالقول إنه "في غزة فإن الوضع يزداد خطورة في حال انتشر الوباء، خاصة في ظل الكثافة السكانية العالية، فغزة ينقصها كل شيء: أجهزة الفحص وأسرة العناية المركزة والطواقم الطبية العاملة والمعدات الطبية والكمامات الواقية".
عربي 21