تزداد التخوفات من الوضع الصحي والغذائي للاجئين الفلسطينيين حول العالم، في ظل انتشار فيروس كورونا وتفشيه، وهو ما يدق ناقوس الخطر بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة.
وتزداد الدعوات لدعم اللاجئين في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشونها، وضرورة استمرار امدادهم بالأغذية ومواد التعقيم التي تمنع وصول الفيروس.
ويرى مختصون أن وصول الفيروس لمخيمات اللاجئين تعتبر كارثة كبيرة في ظل انعدام آليات الوقاية وضعف الدعم الصحي وهو ما يجعل من اتخاذ التدابير اللازمة أمر ضروري.
نتابع بقلق!
وتنظر دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس ببالغ القلق للتوسع المضطرد في انتشار فايروس كورونا، الأمر الذي استدعى إعلان حالة الطوارئ منذ الخامس من مارس الجاري في كافة محافظات الوطن، وايقاف العمل في المؤسسات التعليمية والاجتماعية التابعة للأونروا كما التابعة للحكومة.
وطالبت حماس في بيان لها، "الأونروا" بتحمل مسؤولياتها في القيام بدورها المنوط بها حيال حماية اللاجئين، وأن تنظّم أنشطة خاصة داخل المخيمات في إطار مكافحة هذا الوباء.
ودعت المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني برصد موازنات اضافية لمخيمات اللاجئين، لتغطية احتياجات السكان في حالات الطوارئ والحجر الصحي.
كما وطالبت بدعم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات "الأونروا" الخمس، وتعزيز إمكانياتها الضعيفة وتزويدها بكل وسائل الحماية والوقاية وتوفير المستلزمات الطبية للمخيمات من أجهزة عناية مركزة وأجهزة تنفس وتوفيرها في عيادات "الأونروا".
وشددت على ضرورة الاستمرار في تقديم خدمات "الأونروا" الصحية والبيئية والإغاثية ضمن خطة الطوارئ، بما يكفل تخفيف الازدحام داخل المرافق الصحية والإغاثية والحفاظ على حياة وسلامة اللاجئين.
وأشارت إلى ضرورة تحمل "الأونروا" لمسئولياتها الكاملة تجاه اللاجئين في قطاع غزة، مطالبةً اياها بتأمين الغذاء والدواء لكافة اللاجئين في المخيمات الفلسطينية، وتقديم منح خاصة للاجئين لمساعدتهم في مواجهة فايروس كورونا على وجه السرعة، ليتسنى للاجئين في كافة المخيمات مواجهة هذا الخطر المحدق.
وجددت حماس، تأكيدها على مطلب المنسق العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف للسلطة الفلسطينية لرفع الإجراءات العقابية على القطاع، وكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة منذ 14 سنة ليتمكن اللاجئون من التصدي لجائحة كورونا.
وكانت حركة حماس، قد خصصت نصف مليون دولار أمريكي، لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم.
وقالت الحركة، في بيان لها "نتيجة الظروف الطارئة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني في لبنان، تم تخصيص إغاثة عاجلة له في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، بمقدار نصف مليون دولار".
تراكم المعاناة
من جهته، حذر رئيس الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الدكتور علي الهويدي تفاقم أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من سيء لأسوأ نتيجة تراكم المعاناة.
ودق هويدي ناقوس الخطر من فيروس كورونا وهو ما أجبر اللاجئين الفلسطينيين للبقاء في منازلهم، مشيرا إلى أن وكالة الأونروا مقصرة في هذا الموضوع وهي تقدم توعية وارشاد فقط دون دعم حقيقي وهذا غير كافي.
وقال: "نطلق النداءات للأونروا وغيرها من المؤسسات الدولية للنظر لحال اللاجئين والمشكلة أنه لا أفق لحل الأزمة".
وكشف عن وجود إصابة واحدة في أوساط اللاجئين بمنطقة جدرة جنوب لبنان ولم تعلن عنها "الأونروا" لأن لديها تعميم من ادارتها بعد الإعلان عنها خوفا من تأجيج الأوضاع.
وأثنى على مبادرة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بتقديم نصف مليون دولار، مؤكدا أنها مبادرة مقدرة ولكن الحاجة أكثر من ذلك بكثير ولذلك على الأونروا التدخل فورا واستدراك الوضع.
في حين، حمّل أحمد أبو هولي رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، العالم بأكمله وخاصة دولة الاحتلال ما وصل إليه اللاجئين من عدم تطبيق قرار 194 بعدم حل قضية اللاجئين وإيجاد دولة لهم تحميهم من فيروس كورونا وغيره من الأمراض والحروب.
وقال أبو هولي لـ "الرسالة": "المطلوب من الجميع الوقوف عند مسؤولياته لمواجهة كورونا، بدءا من اللاجئ نفسه في أخذ الاحتياطات والوقاية والالتزام بجميع التعليمات التي تنقذ اللاجئين".
وأكد على وجوب "أن يتكاتف الكل الفلسطيني في الداخل والخارج والشتات لاحتواء فيروس كورونا ومنع وصوله لمخيمات اللاجئين التي تعاني من أوضاعا معيشية صعبة".
وأضاف: "على المجتمع الدولي وخصوصا منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم الصحي الكامل للاجئين الفلسطينيين في الداخل والخارج، وخصوصا مخيمات اللاجئين في لبنان والتي تعاني الويلات".
وشدد على أن العاتق الكبير في مواجهة فيروس كورونا يقع على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، داعيا إياها إلى تكثيف إجراءاتها ودعمها للاجئين في الصحة والتعليم في ظل تفشي فيروس كورونا.
وتشير سجلات "الأونروا" إلى أن عدد اللاجئين المسجلين لديها حتى ديسمبر 2019 حوالي 6.6 مليون، يعيش حوالي 28.4% منهم في 58 مخيما رسميا تابعا للأونروا، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.