قائد الطوفان قائد الطوفان

الأولوية للمرضى والمتخصصين.. ما الطريقة الصحيحة لاستخدام الكمامات؟

كورونا لقاح.jpg
كورونا لقاح.jpg

د. أسامة أبو الرب

تؤكد منظمة الصحة العالمية مرارا على أن استخدام الكمامات ينبغي أن يقتصر على المصابين بفيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19، وأن ارتداءها بالنسبة لغير المصابين لا يقيهم من العدوى، فلماذا ذلك؟ وما الطريقة الصحيحة لاستخدام الكمامات؟

في كثير من مناطق الصين باتت الكمامات الطبية إلزامية منذ تفشي فيروس كورونا. وبعض البلدان الأخرى تتبع هذه الإجراءات مثل النمسا التي فرضت الكمامة على الزبائن داخل متاجر التسوق. وفي ألمانيا يدور النقاش حاليا حول فرض الكمامة.

ويوم الاثنين أبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عدم ممانعته في إلزام المواطنين بارتداء كمامات عند التسوق على سبيل المثال كما فعلت النمسا. 

وفي مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة الاثنين، قال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي"إذا كان الأمر منطقيا، فلا ينبغي استبعاد مثل هذا الشيء". 

وأضاف ماس أنه يجب أيضا ضمان أن الكمامات مناسبة لحماية الشخص والآخرين، متابعا أنه "لن يجدي عندما يتم وضع أي شيء على الوجه ليس له أي تأثير وقائي". 

بالمقابل أعرب مسؤولون ألمان أمس الثلاثاء معارضتهم لاشتراط وضع السكان الكمامات والأقنعة الطبية خلال وباء كورونا المستجد، وسط تحذيرات من أن ذلك قد يعطى إحساسا زائفا بالأمان. 

 

لا حاجة
وذكر وزير الصحة الألماني ينس شبان الثلاثاء أنه يرى الآن أنه "لا حاجة هنالك للالتزام" بارتداء كمامات في بلاده رغم أن مدينة يينا (شرق) اتخذت قرارا محليا بفرض ارتداء الكمامات أثناء التسوق أو استخدام المواصلات العامة في إطار تكثيف الجهود للحد من تفشي فيروس كورونا، وأصبحت بذلك أول مدينة ألمانية تتخذ هذه الخطوة.

ومن جانبه يرى وزير الداخلية هورست زيهوفر أن التركيز يجب أن يكون أولا على توفير كميات كافية من الكمامات للعاملين بمجال الصحة والشرطة، في حين حذر العديد من المسؤولين من إرسال إشارة خاطئة عن طريق مطالبة عموم السكان بوضع الكمامات.

 

المصابون بالفيروس
وفي بيان لها أكدت المنظمة العالمية للصحة مرارا أن استخدام الكمامات ينبغي أن يقتصر على المصابين بالفيروس، وأن ارتداءها بالنسبة لغير المصابين لا يقيهم من العدوى.

ولفترات طويلة اقتصر ارتداء الكمامة الطبية على غرف العمليات، والهدف هو حماية المريض الذي يخضع لجراحة من الإصابة بعدوى حال سعال أو عطس أحد الأطباء أو طاقم التمريض أثناء الجراحة، وهي طريقة وقائية فعالة تمنع انتشار رذاذ السعال، لكن بشروط من أهمها تغيير الكمامة بانتظام. والمتعارف عليه في غرف العمليات عادة هو تغيير الكمامة كل ساعتين.

وفي حال ارتداء الكمامات في الحياة اليومية، فإنها تقي من يرتديها من العدوى، ولكن على نطاق ضيق جدا، فالفيروسات تخترق الجسم عادة عبر الفم أو العين أو الجروح المفتوحة، أما الدور الأهم في انتقال العدوى فتلعبه اليد. النصيحة الأهم هنا من قبل الخبراء تتمثل في عدم حك العين أو الأنف.

ويوم الاثنين قال مسؤولون بمنظمة الصحة إن مقدمي الرعاية والعاملين في مجال الرعاية الصحية بالخطوط الأمامية فقط يجب أن يرتدوا الكمامات، وكذلك المرضى لمنع انتشار العدوى.

وقالت المنظمة إن الكمامات يساء استخدامها بشكل كبير، مستشهدة بأبحاث تشير إلى أن الكمامات يمكن أن تعطي إحساسا زائفا بالأمان وقد تقود الناس إلى التخفيف من عملية غسل اليدين.

وأوضحت مايكل رايان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالصحة العالمية -في رد على سؤال حول موضوع ارتداء الكمامات- إن المنظمة لا تلزم الجميع باستخدام الكمامة، وأكدت أن الأولوية للأطقم الطبية والمصابين ومن يتعاملون معهم إن كانوا بالمنزل، وقالت أيضا إن وضع الكمامة وخلعها مرارا وتكرارا قد تكون له أضرار.

وفي الولايات المتحدة توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأشخاص الذين لديهم أعراض المرض أو الذين يقدمون الرعاية للمرضى فقط بارتداء الكمامات.

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حث الجراح العام الأميركي جيروم آدامز على التوقف عن شراء الكمامات، حيث غرد "إنها ليست فعالة في منع عامة الناس من الإصابة بفيروس كورونا، ولكن إذا لم يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من استعمالها –نتيجة نقصها أو انقطاعها- فإن هذا يعرضهم هم ومجتمعاتنا للخطر".

كمامات بفلتر
بالإضافة إلى كمامات غرف العمليات، هناك أيضا كمامات أكثر فاعلية وهي تلك المزودة بفلتر للحماية من الأتربة والمواد الضارة. وتنتشر هذه الكمامات عادة بين العاملين في مجالات البناء والصناعة، ممن يتعرضون للأتربة والمواد الضارة.

هذه الكمامات أيضا لا تقدم الحماية المثالية من الفيروسات، إذ إنها معدة لهدف آخر، فهي مفيدة للنجار على سبيل المثال للحماية من استنشاق غبار الأخشاب، أو لعامل البناء الذي يخلط الإسمنت ويحتاج للحماية من غباره.

حتى استخدام الكمامات ذات أفضل درجات الفلترة لا يقدم الحماية دون اتخاذ إجراءات وقائية أخرى أهمها: اتباع أعلى درجات النظافة عند وضع الكمامة أو التخلص منها، ارتداء قفازات وبدلة كاملة تغطي الجسم كله، علاوة على الغسل المنتظم لليدين وتعقيم المكان المحيط بك بانتظام وبشكل سليم.

وهذا ما يعتمده العاملون في وحدات العزل التي يوجد فيها مصابون بالفيروس بالفعل، وهو أمر يحتاج لوقت طويل، وبالتالي فإن اتباع هذه الطريقة في الحماية أثناء العمل أو عند استخدام وسائل النقل العام غير عملي بالمرة.

متى ترتدي الكمامة؟
وتقول منظمة الصحة على موقعها ردا على سؤال متى يجب استعمال الكمامة مع تفشي كورونا "إذا كنت بصحة جيدة، فليس عليك أن ترتدي كمامة إلا إذا كنت تسهر على رعاية شخص تشتبه إصابته بعدوى فيروس كورونا المستجد".

وتضيف "ضع كمامة إذا كنت تعاني من السعال أو العطس.. لا تكون الكمامات فعالة إلا إذا اقترنت بالمداومة على تنظيف اليدين إما بفركهما بمطهر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون".

وتؤكد المنظمة أنه "إذا كنت تضع كمامة، فيجب أن تتعلم الطريقة الصحيحة لارتدائها والتخلص منها".

كيفية استعمالها ونزعها والتخلص منها

  • افرك يديك بمادة قوامها الكحول أساسا، أو اغسلهما بالصابون والماء قبل ارتداء الكمامة.
  • غط فمك وأنفك بالكمامة وتأكد من عدم وجود فجوات تتخلل وجهك والكمامة.
  • تجنب لمس الكمامة أثناء استعمالها، وإن لمستها، فافرك يديك بمادة قوامها الكحول أو اغسلهما بالصابون والماء.
  • استبدل الكمامة بأخرى جديدة بمجرد تعرضها للبلل، ولا تعد الكمامات المعدة لاستعمالها لمرة واحدة.
  • نزع الكمامة: احرص على نزعها من الخلف (ولا تلمس مقدمتها) وتخلص منها فورا برميها في حاوية مغلقة، وافرك يديك بمادة قوامها الكحول أو اغسلهما بالصابون والماء.

ختاما فإن جميع وسائل الحماية لا تفيد ما لم يتم الالتزام بمعايير النظافة الشخصية، فمهما ارتديت من كمامات، يمكن أن يضيع كل تأثيرها في تلك اللحظة التي تلمس فيها أنفك أو عينك بيد غير نظيفة.

المصدر : مواقع إلكترونية

البث المباشر