تصادف اليوم الخميس، الثاني من نيسان، الذكرى الثامنة عشرة لعدوان الاحتلال الاسرائيلي الدموي على مخيم جنين، الذي أدى إلى استشهاد ما يقارب 60 مواطنا، ونسف وهدم 500 منزل ومنشأة، وتدمير البنية التحتية للمخيم وأجزاء من مدينة جنين.
العدوان الإسرائيلي، الذي بدأ بتعليمات مباشرة من رئيس وزراء الاحتلال آنذاك آرائيل شارون، وإشراف رئيس هيئة أركانه شاؤول موفاز، قوبل بمقاومة باسلة زعزعت استقرار الاحتلال وثقة جنوده وقيادته السياسية والعسكرية.
استمرت معركة مخيم جنين لأكثر من اسبوعين، لم يستطع في أيامها الأولى جيش الاحتلال التقدم داخل المخيم، ما دفعه لجنون القصف العنيف والعشوائي لكل متحرك وساكن في المخيم، وتهجير معظم الاهالي إلى خارجه، في نزوح ثان إلى البساتين المجاورة والبلدات المحيطة ومدينة جنين.
الاحتلال وقادته اعترفوا بالهزيمة وبمقتل 23 من الجنود، بينهم 14 في يوم واحد، و12 في تفجير بيت وفي كمين جهزه المقاومون الفلسطينيون.
ويشكك أهالي المخيم بالإحصائية الإسرائيلية حول خسائر الاحتلال، ويرجحون مقتل نحو 55 من جنود الاحتلال، بينهم عدد من الضباط وأفراد وحدة النخبة.
العدوان جاء على جنين ومخيمها في سياق عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية مدينة "نتانيا" بأراضي الـ1948.
يتذكر أهالي جنين ومخيمها، نداءات جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت، التي تطالب المقاومين بتسليم اسلحتهم والاستسلام، إلا أنهم قرروا الصمود وخوض المعركة بشرف رغم قلة الإمكانات.
ونتيجة لصعوبة المهمة والخطورة البالغة التي واجهها الاحتلال في الميدان، فقد استهدفت قواته كل شيء متحرك، وجاء في سياق ذلك قصف سيارة إسعاف ما تسبب باستشهاد مدير جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في جنين الطبيب خليل سليمان، خلال تأديته واجبه الإنساني في تضميد جروح المصابين.
ودمرت قوات الاحتلال البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات، وحظرت في حينه وسائل الاعلام من دخول المخيم لمنع توثيق جرائمه.
يبلغ عدد سكان مخيم جنين اليوم نحو 10900 مواطن، ويقع غرب مدينة جنين، على مساحة تقدر بـ500 دونم.