الناصرة- الرسالة نت
اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية اغتيال القائدين القساميين نشأت الكرمي (33 عاما) من مدينة طولكرم، ومأمون النتشة من الخليل فيه مصلحة للكيان وسلطة رام الله ، مشيرة إلى دورهما في عملية الخليل التي قتل فيها أربعة مغتصبين وأن ملاحقتهما استغرقت أكثر من شهر.
وفي تعقيب للكاتبين آفي يسسخاروف وعاموس هرئيل في هآرتس، أوضحا أنه تم الكشف عن الشبكة أخيرا، كنتيجة لعمليات شاركت فيها أجهزة أمن فتح في رام الله، رغم التشدد والسرية التي تتبعها حركة حماس.
وأشار الكاتبان في هذا السياق إلى اعتقال أجهزة أمن سلطة فتح لعدد من الناشطين في خلية حماس، إضافة إلى اعتقال قريب لأحد اللذين اغتالتهما قوات الاحتلال الصهيونية.
وتتابع الصحيفة أنه "من غير المعروف مدى مساهمة المخابرات الفلسطينية في استكمال القسم الأخير من المطاردة، إلا أن مقتل الكرمي والنتشة قد أغلق القضية بالنسبة للسلطة".
وكتبا أن مصلحة الاحتلال وسلطة فتح ظلت نفسها، وأن الطرفين كانا معنيين بإنهائها بسرعة، "حيث أنه لم يكن من المريح أن تقوم باعتقالهما خشية تعرضها للضغط من الداخل لإطلاق سراحهما أو لعدم تسليمهما لـ(إسرائيل)، أو خشية تعرضها للضغط من قبل (إسرائيل) لكي تقوم بتسليمهما لتتم محاكمتها لديها من خلال التهديد باستخدام الجيش في حال لم تتم الاستجابة للطلب".
ويضيف الكاتبان أن اغتيالهما يهدئ إلى حد ما من غضب المستوطنين، وخاصة في منطقة مشحونة مثل الخليل، واعتبار ذلك على أنه "تحقيق للعدل" بشكل سريع، وهو ما صرح به رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فور تنفيذ عملية القتل حيث هنأ جنوده على ما اعتبره نجاح العملية
وأشادت هآرتس بنشاط خلية الكرمي والنتشة ودورها في عملية الخليل قبل شهر وصفته "بالحنكة"، حيث أن توقيت ومكان تنفيذ عملية الخليل تم اختيارهما بتشدد، كما تم قتل كافة المستوطنين في المركبة الإسرائيلية. وبعد ذلك تم إشعال النيران في مركبتين في موقعين بعيدين عن بعضهما البعض في منطقة الخليل، وذلك لجعل تحليل العملية ومطاردة المنفذين أصعب.
وفي كل الحالات تقول الصحيفة "فإن خلية الكرمي والنتشة ليست الأخيرة لحماس في الضفة الغربية، ففي نهاية أيلول/ سبتمبر أصيب مستوطنان في عملية إطلاق نار قرب رام الله، وكما يبدون فإن منفذي العملية لا يزالون أحرارا".
إلى ذلك، قالت الصحيفة أنه يجب عدم تجاهل حقيقة أن الكرمي ومساعده النتشة كانا أسيرين في السجون الاحتلال، مؤكدا "أن السجن كان ولا يزال مدرسة ناجعة لتخريج مقاومين فلسطينيين جدد، وأن "خريجي السجون" يقومون بإعداد كوادر أخرى بعد "تخرجهم".