قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا تراجعت أسعار النفط رغم الخفض التاريخي للإنتاج؟

النفط.jpg
النفط.jpg

الرسالة نت- وكالات

يبدو أن السوق النفطية التي تترنح تحت ضربات فيروس كورونا قد تجاوزت اتفاقات "أوبك+"، وبات عامل السيطرة على الوباء هو الحل الوحيد لعودة التوازن المختل بين العرض والطلب على الذهب الأسود.
فقد تراجعت أسعار النفط في بداية التعاملات اليوم الجمعة، بأكثر من دولار لخام برنت وبأكثر من دولارين لخام غرب تكساس لتعكس حجم مخاوف المضاربين في العقود الآجلة من تفشي الفيروس وتداعياته على النمو الاقتصادي بالدول الكبرى المستهلكة للخامات النفطية.

وحسب تقديرات نشرتها وكالة "بلومبيرغ" مساء الخميس، فإن حجم تراجع الطلب العالمي على النفط ربما يكون قد بلغ 35 مليون برميل يومياً، مقارنة بالخفض الذي أقره تحالف "أوبك+" والذي يبلغ 10 ملايين برميل يومياً وربما يرتفع في أفضل الأحوال إلى 15 مليون برميل يومياً في حال موافقة المنتجين خارج تحالف "أوبك" على خفض 5 ملايين أخرى.

وحسب بيانات نشرة "أويل برايس" المتخصصة في السوق النفطية، تراجع سعر خام برنت في تعاملات اليوم الجمعة بحوالى 1.36 دولار إلى 31.48 دولارا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الأميركي بحوالى 2.33 دولار إلى 22.76 دولارا.

ويرى محللون أن السوق ربما كانت تحتاج إلى خفض يفوق كثيراً 10 ملايين برميل، من "أوبك +" وحدها.  

في هذا الشأن، ذكر مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي، في مذكرة أن خفض 10 ملايين برميل وحده قد لا يكفي للحفاظ على استقرار أسعار النفط.

وقال المصرف الاستثماري الأميركي، في مذكرة بحثية مساء الأربعاء، إن أسواق الطاقة تترقب أن يخرج اجتماع "أوبك+" بخفض في الإنتاج يكفي لحفظ التوازن في السوق النفطية ويدعم أسعار النفط فوق مستوياتها الحالية.

وأشار المصرف في المذكرة، إلى أن "حجم الخفض وزمن التطبيق يعدان الركيزة الأساسية، لأن أي خفض يكون أقل مما تحتاجه السوق للتوازن أو يؤجل تنفذه سيقود إلى مزيد من التراكم في المخزونات التي تشبعت بالخامات النفطية وبالتالي سيؤدي إلى مزيد من إغلاق حقول النفط في أميركا ودول أخرى".

 ولكن في مقابل هذا التعليل، ربما تكون المبيعات المكثفة التي نفذتها الشركات التي خزنت النفط الرخيص خلال الأسابيع الماضية السبب في انخفاض أسعار النفط في تعاملات اليوم؛ حيث إن هذه الشركات تدفع كلفاً باهظة للحاويات النفطية التي تحمل شحنات الخامات في البحار.

وهنالك أكثر من 80 سفينة ضخمة عائمة في البحار استخدمها التجار لتخزين النفط الرخيص، على أمل بيعها وتحقيق أرباح ضخمة من بيعها حينما ترتفع الأسعار. وبعض هذه الشحنات تم شراؤها حينما كانت سلة خامات أوبك تراوح بين 17 و18 دولاراً للبرميل. وبالتالي ربما تكون زحمة المعروض هي التي قادت إلى الانخفاض.  

من جانبه، يرى خبير النفط بمركز دراسات الطاقة الدولي في جامعة كولومبيا الأميركية بنيويورك، روبرت ماكنلي، في تحليل، أن السوق باتت غارقة في النفط، ولا يوجد طلب على الخام الأسود يستوعب المعروض من النفط، وأن الحل الوحيد يتمثل في خفض الإنتاج وربما بنسبة كبيرة.

ويقدر ماكنلي في تحليل مطول على موقع المركز، تراجع الطلب العالمي على الخامات النفطية في الربع الثاني من العام بنحو 16 مليون برميل يومياً، كما سترتفع المخزونات العالمية بنهاية العام الجاري إلى 2.5 مليار برميل.

البث المباشر