لولا الدليل العلمي الأكيد، لما صدق أحد الوارد بعدد هذا الأسبوع من مجلة Science العلمية الأميركية، من أن عدداً من القرود غادر المنطقة المعروفة بمصر الآن، وعبر البحر الأحمر ثم المحيط الأطلسي، حتى وصل إلى القارة الأميركية، واستوطن فيها ما أصبح معروفا فيما بعد بغابات الأمازون، إلا أن ذلك حدث قبل عشرات الملايين من السنين، وعليه الآن دليل قاطع.
والدليل هي 4 أسنان متحجرة لقرود منقرضة، عثر على أحفورياتها فريق من جامعة University of Southern California الأميركية، في منطقة من غابات الأمازون تابعة للبيرو، وفقا لما قرأته "العربية.نت" بملخص عن الدراسة التي اعتبروا فيها أن ما عثروا عليه في 2015 وتم الكشف عنه الآن فقط، هو دليل على انتقال هذه القرود من القارة الإفريقية إلى الأميركية عبر الأطلسي، لأنها من عائلة منقرضة، معروف نوعها الإفريقي باسم Parapithecidae ويعتقد الباحثون أنها قطعت أكثر من 1600 كيلومتر على بقايا عائمة من نباتات انفصلت عن أماكنها في البر الساحلي، ربما بسب إعصار أو عاصفة ما، ومضت بها إلى المحيط.
الدراسة عن الأسنان، منشورة أيضا بموقع "جامعة جنوب كاليفورنيا" وفيها يصف مؤلفها الرئيسي Erik Seiffert الاكتشاف بالمهم والفريد من نوعه "لأن الرحلة التي تبدو غير محتملة للانتقال من أفريقيا إلى أميركا، ممكنة" في إشارة الى انتقال القرود التي سماها الباحثون Ucayali pithecus Perdita حيث تشير "أوكايالي" إلى المنطقة التي تم العثور فيها على الأحافير، فيما تشير "بيثيكوس" إلى القرد باليونانية، بينما تعني "بيرديتا" المفقود باللاتينية، فيصبح الاسم: قرد أوكيالي المفقود.
ويعتقد الباحثون أن الموقع هو من عصر Oligocene الجيولوجي، والذي امتد من 23 إلى 34 مليون سنة، ووفقا لعمره وقرب القرد المنقرض من أقارب أحفوريين تم العثور عليهم في مصر، فإن العلماء يقدرون أن الهجرة ربما حدثت قبل 34 مليون سنة تقريبا، لذلك قال سيفرت: "ربما وصلت تلك القرود إلى أميركا الجنوبية حول ما نسميه حدود العصرين الإيوسيني- الأوليغوسيني، حيث بدأت طبقة القطب الجنوبي الجليدية بالتزايد وانخفض مستوى سطح البحر، وربما لعب هذا الانخفاض دوراً بتسهيل مرور هذه القرود قليلا عبر المحيط الأطلسي" وفق اعتقاده.