قال كاتب "إسرائيلي" إن "زيادة المخاوف من فيروس كورونا في السجون الإسرائيلية يدفع بصفقة تبادل الأسرى مع حماس إلى الأمام، مع قلق الحركة من تفشي الفيروس بسبب الاكتظاظ في السجون الإسرائيلية، وبذلك قد يوفر الوباء فرصة فريدة للتوصل لصفقة تبادل أسرى، حيث بدت (إسرائيل) وحماس أقرب من أي وقت مضى لإنجازها".
وأضاف مردخاي غولدمان في مقاله على موقع "المونيتور"، أن "قيادة حماس في غزة كررت لوسائل الإعلام على مدى الأسبوعين الماضيين أن لديها الآن فرصة نادرة للتوصل لصفقة طال انتظارها، لكن ما يبدو أنه يدفع بالفكرة للأمام هو جائحة الفيروس، التي أتاحت لـ(إسرائيل) وحماس مساحة أكبر للمرونة بشأن القضايا التي حالت سابقا دون إحراز أي تقدم في تبادل الأسرى".
وأكد غولدمان الذي عمل على مدى السنوات الماضية محللا دبلوماسيا وعسكريا للصحف الدينية اليهودية، والتحق بكليات الحاخامات المتطرفة، أنه "منذ بعض الوقت أصرت حماس أنها لن توافق على مناقشة أي تبادل للأسرى قبل أن تفرج (إسرائيل)عن الأسرى الذين أفرج عنهم في صفقة 2011، ثم اعتقلتهم لانخراطهم في العمليات المسلحة، وتقول حماس أنه يجب إطلاق سراحهم كشرط مسبق لأي صفقة جديدة".
وأوضح غولدمان، الذي درس علم النفس في الجامعة المفتوحة، وشارك في البرنامج الوطني للخدمة المدنية، ويلقي محاضرات للجماهير الدينية بشأن العملية الدبلوماسية والجيش الإسرائيلي، أن "رفض (إسرائيل) لفكرة إطلاق سراح أسرى حماس المعتقلين بعد الإفراج عنهم في صفقة شاليط بشكل مباشر، أوصل شرط حماس إلى طريق مسدود، لكن ظهور الفيروس، أظهر استعداد حماس لتخفيف إصرارها على هذا الشرط المسبق".
وأشار أنه "من أجل إخفاء فكرة أن حماس تتراجع عن شروطها الأصلية، فإنها ترفض الإشارة للغرض من الاتصالات الحالية على أنها "صفقة تبادل أسرى"، وبدلاً من ذلك، تفضل تسميتها "مبادرة إنسانية" أحدثها الفيروس، وتشمل قائمة بـ250 أسيرا من المسنين والعجزة والنساء والأطفال، مقابل تقديم معلومات عن الإسرائيليين الذين تأسرهم الحركة في غزة: أبراهام مانغيستو، هشام السيد، أورن شاؤول وهدار غولدن".
وأوضح أن "هناك عنصرا آخرا لأي اتفاق محتمل، فـ(إسرائيل) جاهزة للتوصل إلى اتفاق، لكن عدم إصرار حماس على إطلاق سراح الأسرى الذين تم الإفراج عنهم خلال صفقة شاليط يعتبر علامة على التقدم، علاوة على ذلك، تدرك (إسرائيل) أن تكلفة الصفقة الآن ستكون أقل بكثير من أي مقترحات سابقة، وبالطبع، تشعر بالقلق من إمكانية تفشي الفيروس في سجونها، التي تعاني من بعض أسوأ حالات الاكتظاظ".
وكشف النقاب أنه "حتى وقت قريب فقط، كانت كثافة السجون الإسرائيلية أقل من 3 أمتار مربعة لكل أسير فلسطيني، ويتفاقم بسبب الظروف الصحية السيئة، وعدد الأسرى المصنفين من ذوي المحكوميات العالية، وقد يكون الجمع بين الفيروس، والظروف الصحية السيئة للأسرى، والفلسطينيين في غزة المعرضين لخطر كبير كارثيًا، قد يؤدي لضغوط دولية على (إسرائيل) للإفراج عن السجناء، وتصعيد التوترات مع الضفة الغربية وغزة".
عربي21