- تقع "الوطية" على بعد 140 كلم جنوب غرب طرابلس وأغلب العناصر فيها من قبيلة الزنتان
- آخر تمركز عسكري هام يملكه حفتر في المنطقة الممتدة من غرب طرابلس إلى الحدود التونسية
- عملت الدول الداعمة لحفتر على أن تكون الوطية قاعدة إماراتية على غرار قاعدة الخادم بالمرج (شرق)
- خطورتها بموقعها المحصن طبيعيا حيث شيدها الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية بعيدا عن تجمعات السكان
- سيطرة الحكومة عليها سيمكنها من توفير قاعدة جوية آمنة بعيدة نسبيا عن تهديدات طائرات حفتر
بدأت قوات الحكومة الليبية، فجر الثلاثاء، عملية عسكرية لتحرير قاعدة "الوطية" الجوية غرب العاصمة طرابلس بعد أيام من محاصرتها، حسب ما أفاد مصدر عسكري للأناضول.
وتقع "الوطية" على بعد 140 كلم جنوب غرب طرابلس، وأغلب عناصر الجنرال خليفه حفتر داخل القاعدة من قبيلة الزنتان.
وتُعتبر تلك القاعدة آخر تمركز عسكري هام تملكه مليشيا حفتر في المنطقة الممتدة من غرب طرابلس إلى الحدود التونسية، وإن لم تسيطر عليها قوات الحكومة الليبية، فستشكل دوما تهديدا قويا على مدن الساحل الغربي.
إذ قال الناطق باسم القوات الحكومية محمد قنونو، نهاية أبريل/نيسان الماضي، إن قاعدة الوطية، أخطر القواعد التي يستخدمها المتمردون في عدوانهم على العاصمة، وعملت الدول الداعمة لحفتر على أن تكون قاعدة إماراتية، على غرار "قاعدة الخادم" بالمرج (شرق).
وأضاف قنونو، آنذاك، أن "معظم الطائرات النفاثة والمسيرة أقلعت في بداية العدوان على طرابلس من هذه القاعدة، التي تحولت إلى غرفة عمليات رئيسية غربية لحفتر، بعد تحرير مدينة غريان (جنوب طرابلس)، لذلك كان تعطيل القاعدة من أولوياتنا".
وتكمن خطورة قاعدة الوطية، في موقعها المحصن طبيعيا؛ حيث شيدها الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في منطقة بعيدة عن التجمعات السكانية، وأقرب منطقة مأهولة تبعد عنها 25 كلم.
وتتميز القاعدة بمساحة كبيرة تبلغ نحو 50 كلم مربع، ولها خط إمداد عبر طرق وعرة نحو بلدة الرجبان ومدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) بالجبل الغربي، ومنه نحو الجنوب أو شرقا باتجاه قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، التي تستخدم كنقطة إمداد وتحشيد رئيسية للمليشيا، وتربط بين قواعدها في شرق البلاد وغربها.
والطائرات المسيرة في الوطية، أيضا، تشكل عامل إزعاج في مدن الجبل الغربي.
وأمام إدراك قيادة القوات الحكومية لحساسية اقتحام قاعدة الوطية، خاصة بسبب تحصيناتها القوية وتكلفتها الاجتماعية (بسبب انقسام قبيلة الزنتان بين مؤيد ومعارض لحفتر) وتأثيرها على المعركة الرئيسية في طرابلس، لجأت إلى خيار حصارها من أغلب الجهات مع ترك منفذ لفرار عناصر حفتر غير الراغبة في القتال.
كما سبق عملية تحرير القاعدة تمهيد نيراني موسع؛ حيث شن سلاح الجو الليبي عدة غارات على القاعدة خلال الأيام القليلة الماضية، ويبدو أن هذه الاستراتيجية قد أتت أكلها بالفعل.
إذ توقع المصدر العسكري، في حديثه مع الأناضول، أن تكون عملية السيطرة على القاعدة "سهلة"؛ لأن القوة الموجودة داخلها قليلة، وأغلبها انسحبت منها خاصة بعد الضربات الجوية التي تلقتها خلال الأيام الماضية.
وإذا سيطرت قوات الوفاق على الوطية، سيمكنها ذلك من توفير قاعدة جوية آمنة لطائراتها بعيدة نسبيا عن تهديدات طائرات حفتر، إضافة إلى تفعيل مطار زوارة (100 كلم غرب طرابلس) حتى يكون بديلا لنقل المسافرين من وإلى مطار معيتيقة بطرابلس، خاصة بعد أن أصبح كامل الطريق الساحلي بين المدينتين سالكا.
الأناضول