قبيل عيد الفطر، تشهد أسواق الملابس في قطاع غزة موسمًا من أهم مواسمها طيلة العام، إذ يستند التجار والمحال التجارية على عائدها الاقتصادي بتسديد التزاماتهم المادية من أجرة المحال وثمن البضائع وغيرها..).
ومع دخول الموسم، اشتكى المواطنون بغزة من غلاء أسعار الملابس، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تثقل كاهلهم نتيجة استمرار الحصار الاسرائيلي على القطاع منذ العام 2007 وما يتبعه من بطالةٍ وفقر مدقع.
يقول كارم الدهيني، إنه اصطدم بحائط الغلاء حين ذهب رفقة زوجته وأبنائه الأربعة لشراء ملابس العيد من سوق مخيم النصيرات، إذ فاقت الأسعار حساباته وتوقعاته لأكثر من ضعف المبلغ الذي بحوزته.
ويضيف الدهيني في حديث "للرسالة"، أن "ثمن فستان ابنته التي لم يتجاوز عمرها أربعة أعوام بلغ 120 شيكلا بالإضافة إلى 80 شيكلا ثمن الحذاء والاكسسورات بينما كانت تكلفة كسوتها لا تتجاوز المئة شيكل، ما أجبره على تأجيل عملية الشراء لوقت لاحق".
ويتمنى صاحب البشرة السمراء، أن تشهد الأسعار تحسنًا خلال الأيام المقبلة ليتمكن من شراء ملابس العيد بالأسعار المعتادة، معتقدًا أن يخفض التجار ثمن البضائع مع اقتراب العيد حتى يتمكنوا من بيع أكبر كمية منها.
وفي جولة لمراسل "الرسالة" قرب ميدان فلسطين بشارع عمر المختار، التقى بعدد من المواطنين الذين ابدوا امتعاضهم من ارتفاع أسعار الملابس بشكلٍ ملحوظ.
تقول أروى النجار، إنها "اضطرت لشراء ملابس لطفلتها بثمن 120 شيكلا، بينما توقعت ألا يتجاوز ثمنها الـ 60 شيكلا نتيجة ارتفاع الأسعار داخل المحال التجارية"، مؤكدة أن هناك مبالغة في قيمة ملابس الأطفال.
وبينت، أن معظم المحال التي تعرض الملابس المميزة، ترفع أسعارها دون استثناء، وهذه الأسعار لم تكن مرتفعة بهذه الصورة قبل بداية موسم عيد الفطر، متهمةً التجار برفع الأسعار بصورة متعمدة، بهدف تحقيق أكبر هوامش من الربح.
أما بائع الملابس، جهاد مجدي فيقول إن الأسعار تتناسب مع جودة الملابس التي تم استيرادها لموسم عيد الفطر، ولكن نظرًا للظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها المواطنين في قطاع غزة، تجعلهم يشعرون بارتفاعها.
ويبين التاجر "للرسالة"، أن هوامش الربح ليس مبالغ فيها، لكن يحرص التاجر من خلالها على سداد ثمن التزاماته الكبيرة، من الإيجار والكهرباء وأجرة العمال، إذ تراكمت الديون على معظم التجار في قطاع غزة، نتيجة الكساد الذي عاشته أسواق القطاع طيلة أيام العام الماضي.
ويؤكد مجدي، أن الفترة الماضية تعد من أسواء فترات الأسواق في قطاع غزة، بعد أن شدد الاحتلال من حصاره واقتطع رئيس السلطة محمود عباس من رواتب موظفيه، بالإضافة الى أزمة كورونا مشيراً إلى أن السوق قد فقد عددا من التجار بعد أن ألحقت بهم الديون وتخلوا عن مهنتهم.
وعن حركة المواطنين، أوضح التاجر، أن الموسم يشهد اقبالاً للزبائن والشراء، أفضل من الموسم الماضي، لكنه لم يبلغ الذروة حتى اللحظة، مبينًا أن الأيام الأخيرة التي تسبق العيد تبقى الأهم طيلة أيام العام لدى جميع تجار الملابس.
ونتيجة انخراط الرئيس محمود عباس بحصار قطاع غزة، بفرضه اجراءات عقابية قاسية على القطاع طالت موظفي سلطة رام الله والمؤسسات الخيرية، تردت ظروف المواطنين الاقتصادية، وعاش الغزيين أصعب مراحل الحصار منذ العام 2007.