لا تتوقف مساعي حركة المقاومة الاسلامية حماس لتحريك ملف أسرى الاحتلال الاسرائيلي لديها، بعد ستة سنوات من عملية أسرهم خلال عدوان عام 2014.
وقد شهدت الفترة الماضية حراكا اعلاميا على الأقل في القضية بعد أن طرح رئيس حماس في غزة يحيى السنوار مبادرة فسرت على أنها مرونة عالية من حركته ورغبة في تحريك الملف المجمد، ربما ساعد في ذلك أزمة كورونا والخشية من اهمال الاحتلال وتفشي الوباء بين الأسرى.
وبعد قرابة الشهر على المبادرة بثت كتائب القسام فاصلا مصورا يبرز وحدة الظل الموكل إليها حماية أسرى العدو، وهي تحرس المكان ، ويظهر على الحائط خلفها صورا الاسرى القادة ( مروان البرغوثي، واحمد سعدات، وعباس السيد، ونائل البرغوثي، وحسن سلامة، وإبراهيم حامد ) فيما يبدو أنه محاولة جديدة لتحريك الملف وإظهار إصرار وحرص الحركة على انجاز صفقة الأسرى التي طال انتظارها.
ويحمل الفاصل الذي أطلقته كتائب القسام بين طياته شروطها لتحريك واتمام الصفقة، ورسائل هامة يمكن قراءته بين التفاصيل ، أهمها:
-المقاومة الفلسطينية تسعى من خلال الصور والفواصل إلى الضغط على الاحتلال والتعجيل في إرغامه على إتمام صفقة تبادل ستكون مختلفة تماماً عن مواصفات صفقة الأسير السابق لدى القسام جلعاد شاليط الذي أفرجت عنه القسام في 2011 مقابل 1500 أسير فلسطيني.
-يعكس الفاصل أن المقاومة لن تقبل إلا بثمن كبير جداً في هذه الصفقة عبر الافراج عن كبار قادة الاسرى في السجون والذين ظهرت صورهم خلف مقاتلي القسام في الفاصل المصور.
-في ظل غياب أي معلومات مؤكدة حول وجود حراك حقيقي في الملف فربما ترغب القسام في ارسال رسالة للوسطاء والمفاوضين إن وجدوا أن الثمن المطلوب كبير وأنها لن تقبل بأي حراك هدفه إغلاق الملف بثمن بخس.
-يعكس الفاصل حالة الاستعداد والتجهيز المستمرة والتي تحمل رسالة للاحتلال بأن محاولات الأسر لن تتوقف وأن العملية ستتكرر في أي وقت تتمكن فيه القسام من ذلك, ما يعني أن الصراع والقتال لتحرير الأسرى بالكامل مستمر ولن تكون الصفقة المنتظرة الأخيرة.
-كما ان الفاصل هو استمرار للحرب النفسية التي بدأتها المقاومة منذ العام 2014 للضغط على الاحتلال من أجل تحريك ملف الصفقة.
وتعتمد القسام على سياسة النفس الطويل لإنجاز أفضل صفقة تبادل ممكنة، لكنها تريد أن تدخل مع الاحتلال في مرحلة جديدة بإدارة الملف من أجل تحريكه.
وتحاول القسام اللعب على العامل النفسي لاستهداف الجبهة الداخلية وأهالي الأسرى لدى المقاومة بهدف الضغط على حكومة الاحتلال، وهي محاولات لم تحقق النتائج المرجوة منها حتى الآن.
ولعل السبب الأبرز وراء ذلك يكمن في غياب ضغط فاعل وحقيقي من ذوي الأسرى الإسرائيليين على حكومتهم لأجل إطلاق سراح أبنائهم، وذلك بالمقارنة لما جرى مع الأسير السابق لدى المقاومة شاليط والذي لعب والده دورا كبيرا في تحريك الصفقة من خلال الضغط المتواصل على حكومته.
بينما تشعر حكومة الاحتلال حالياً في ظل غياب الضغط الداخلي أنها مرتاحة نسبياً في التعامل مع الملف، إضافة إلى إصرارها على تبني رواية إنّ جنديها وضابطها اللذين أسرا في عدوان 2014 عبارة عن جثث، وحديثها الدائم عن المعتقلَين الآخرين بأنهما مرضى عقليين.