لليوم الثاني على التوالي، تستمرّ قوات الاحتلال الإسرائيلي في عزل قرية يعبد، غرب جنين، عن محطيها، بعدما أغلقت الطرق بينها وبين القرى المحيطة بها، إثر رمي حجر على دورية للاحتلال اقتحمت القرية، فجر الأربعاء، ما أدى إلى مقتل جندي.
وأغلقت قوّات الاحتلال جميع الطرق الفرعية المحيطة بالبلدة بالسواتر الترابية، في حين وضعت مكعبات إسمنتيّة على الشارع الرابط بين البلدة وقرى: نزلة زيد وطورة الشرقية وطورة الغربية وظهر المالح وأم الريحان، ما يعني عزل هذه القرى عن يعبد، وعزل يعبد عن العالم الخارجي.
كما وضعت قوات الاحتلال مكعبات إسمنتية على مدخل يعبد الرئيسي (الشرقي)، في حين أن مدخلها الغربي تغلقه منذ ما يزيد عن 10 سنوات، وتمنع السكّان من الدخول والخروج من البلدة، وتطارد المركبات التي تحاول المرور من طرق فرعية تم فتحها مؤخرا، وأغلقتها قوات الاحتلال مجددا، ما يعني تحويل البلدة وعدد من قراها إلى سجن كبير، في إطار العقوبات الجماعية التي تفرضها على يعبد.
ولا تكتفي سلطات الاحتلال بالإغلاق، إذ اقتحمت البلدة منذ الأربعاء الماضي، عشرات المرات، وفي كل اقتحام تقوم بمداهمة منازل السكان وترويع الآمنين خاصة الأطفال والنساء، واعتقلت خلال هذه الفترة نحو 40 شخصًا أخلت سبيل عدد منهم، في حين تواصل إخضاع عددٍ منهم للتحقيق في المعتقلات والسجون الإسرائيلية.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت مساء أمس، الجمعة، سهيلة محمد أبو بكر (45 عاما) وهي أم لثمانية أطفال، كما اعتقلت ابنتها الطفلة إيمان نظمي أبو بكر (16 عاما)، ابنة الأسير نظمي أبو بكر، المعتقل منذ خمسة أيام.
وقالت إيمان نظمي، في حديث لـ"وفا"، عقب الإفراج عنها، صباح اليوم، السبت، إن قوات الاحتلال اقتادتها هي والدتها بعد اعتقالهما أمس إلى مستوطنة "مابودوثان"، مشيرة إلى أنهن أخضعن للتحقيق من قبل ضابط مخابرات، وتعرضن للسب والشتم بألفاظ نابية، والصراخ عليهن في محاولة للضغط عليهن وتخويفهن للاعتراف بشيء لم يرتكبنه، ولا ذنب لهن فيه.
وأفادت بأن قوات الاحتلال أفرجت عنهن صباح اليوم قرب بوابة يعبد الغربية، وبعدها بنحو نصف ساعة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد وجددت اعتقال والدتها سهيلة.
يذكر أن إيمان كانت اعتقلت قبل خمسة أيام، وتم الإفراج عنها بعد يوم واحد فقط، وتعرضت أمس للاعتقال للمرة الثانية.
وتتعمد سلطات الاحتلال عند اقتحامها البلدة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع صوب منازل السكّان بكثافة، ما تسبب بإصابة المئات بالاختناق، خاصّة الأطفال وكبار السن، كما أصيب عدد من السكّان بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، فيما أصيب شخص بالرصاص الحي، خلال المواجهات التي تشهدها البلدة عند كل عملية اقتحام.
وفي الوقت الذي تحاصر فيه قوات الاحتلال يعبد، يعيش سكان الحي الجنوبي للبلدة (حارة السلمة)، وهي المنطقة التي أعلنت قوات الاحتلال مقتل أحد جنودها بحجر فيها، وضعا مأساويا، حيث يُصبح الأهالي ويمسون على شر قوات الاحتلال التي تروع الآمنين في الحي، من خلال اقتحام المنازل بطريقة وحشية واعتلاء أسطحها، واعتقال عدد كبير من سكان هذا الحي، حيث إن هذه الإجراءات يومية أو حتى باليوم أكثر من مرة.
وتقول نظميّة أبو بكر إنّ أصحاب المنزل الذي يدعي الاحتلال أن الحجر الذي قتل الجندي سقط منه لا يستطيعون النوم لا بالليل ولا بالنهار.
وتضيف أبو بكر في كل يوم يقتحمون منزلنا أكثر من مرة، ويجبروننا على البقاء في غرفة لعدة ساعات، ويمنعوننا حتى من الكلام، ويهددونا في كثير من الأحيان بهدم المنزل، وفي كل مره يقتحمون فيها المنزل يقلبونه رأسا على عقب.
وتابعت: اعتقلوا أبنائي الثلاثة رأفت وباسل وثابت، وعمهم ربحي (47 عاما) وأبناؤه الثلاثة أحمد (19 عاما)، ومحمد (16 عاما)، وخالد (13 عاما) وسلفي نظمي (48 عاما) وزوجته سهيلة (46 عاما)، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على معتصم ربحي بالضرب المبرح نقل على إثر ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضافت أبو بكر: كما أصيبت نجود خمايسة زوجة ربحي بانهيار عصبي، نقلت على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج، عقب اعتقال زوجها وأبنائها، والاعتداء الوحشي على والدها معتصم.
المصدر: عرب 48