قال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية إنه تم تدمير ثلاث منظومات للدفاع الجوي روسية الصنع تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة ترهونة، وأخرى في منطقة الوشكة شرق مصراتة، وسط دعوات بمجلس الأمن لوقف تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا.
وأكد المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الوطني عبد المالك المدني أن طائرة مسيرة تابعة للجيش الليبي دمرت منظومة دفاع جوي روسية من نوع بانتسير بمدينة ترهونة، وهي منظومة أمدت بها دولة الإمارات مليشيا حفتر.
وتناقلت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر قيام طائرة مسيرة تابعة للجيش الحكومي بضرب حظيرة طائرات في المدينة.
يأتي ذلك ضمن سلسلة من الخسائر التي منيت بها مليشيا حفتر في الفترة الأخيرة في المنطقة الغربية من ليبيا، أحدثها سيطرة قوات حكومة الوفاق أول أمس الاثنين على قاعدة الوطية الإستراتيجية غربي طرابلس.
في المقابل، أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بمقتل أربعة من قوات حكومة الوفاق وإصابة عشرين آخرين إثر غارة شنتها طائرة تابعة لقوات حفتر جنوب مدينة غريان.
وفي تطور لاحق اليوم، أعلنت قبائل مدينة الأصابعة جنوب طرابلس الانضمام إلى الحكومة المعترف بها دوليا بالتزامن مع المواجهات التي يخوضها الجيش لدحر مليشيا حفتر في المدينة.
وأعلنت قوات الوفاق صباح اليوم مواصلة التقدم لتحرير بلدة الأصابعة (100 كلم جنوب غرب طرابلس)، وسط اشتباكات عنيفة مع مليشيا حفتر.
وأوضح المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب أن أهمية تحرير الأصابعة هي زيادة الحصار على مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، لأنها محطة مهمة لقطع طريق الإمدادات العسكرية لمليشيا حفتر جنوب طرابلس.
كما أفادت مصادر بأن مفاوضات تُجرى مع أعيان بلدات صغيرة أخرى لإقناعهم بتسليمها لحكومة الوفاق.
وتواصل قوات حكومة الوفاق التقدم في المناطق التي كانت تحت سيطرة حفتر الذي أعلنت قواته انسحابها من جميع محاور القتال في طرابلس لمسافة تتراوح بين كيلومترين وثلاثة.
وأعلن أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر سحب القوات في جميع محاور القتال بالعاصمة طرابلس لمسافة تتراوح بين كيلومترين وثلاثة.
وبرر المسماري على صفحته في فيسبوك هذه الخطوة بما وصفها بتوسعة المجال في مساحة طرابلس، وإتاحة الفرصة لأداء الشعائر الدينية وتبادل الزيارات والتواصل بين الأهالي.
ودعا حكومة الوفاق إلى إنشاء منطقة خالية من التوتر والتصادم المباشر لتجنب تجدد الاشتباكات خلال هذه الفترة.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية في قوات حكومة الوفاق أنه تم رصد انسحاب لبعض الآليات التابعة لقوات لحفتر من محاور جنوب العاصمة طرابلس.
ودخلت قوات حكومة الوفاق بلدتي "تيجي" و"بدر" في منطقة الجبل الغربي شمال غربي البلاد، دون أي مواجهات مسلحة مع قوات حفتر.
مجلس الأمن
من جانبه، عقد مجلس الأمن الدولي مؤتمرا عبر الفيديو، لمناقشة الوضع في ليبيا عقب التطورات العسكرية الأخيرة.
وخلال المؤتمر دعا المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة طاهر السني مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة، لاتخاذ خطوات لإنهاء الإجراءات غير القانونية من قبل الإمارات في ليبيا.
وقال السني إن لدى حكومة بلاده أدلة دامغة بشأن النقل غير المشروع والمباشر للأسلحة إلى ليبيا من قبل الإمارات، لدعم حفتر الذي اعتبره مجرم حرب.
وأضاف أن الحكومة الليبية تدعم كل المبادرات التي تسعى إلى وقف القتال ومستعدة للحوار، لكنه جدد رفض الجلوس مع من قال إنهم يريدون النيل من ليبيا ومن تلطخت أيديهم بالدماء الليبية.
وفي تصريحات للجزيرة، قال السني إن بلاده تعد ملفا كاملا لتقديمه أمام المحاكم الدولية لمقاضاة الإمارات وكل من تورط مع حفتر، مؤكدا أن حكومة الوفاق قدمت مذكرات إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأنها تتابع محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في ليبيا.
تحذير أممي
من جانبها، حذرت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز أمام المجلس من أن تدفق الأسلحة والمعدات والمرتزقة إلى الأطراف المتحاربة في البلاد سيزيد حدة الصراع.
فيما دعت واشنطن على لسان مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت في نفس الجلسة لمجلس الأمن وقف النقل المستمر للمعدات العسكرية الأجنبية والأفراد إلى ليبيا وسحب مرتزقة فاغنر الروسية التي تقاتل بجوار حفتر.
كما أعرب القائم بأعمال المندوب البريطاني السفير جوناثان ألين خلال الجلسة عن قلق بلاده إزاء استخدام عناصر عسكرية تابعة لمجموعة فاغنر في الصراع الليبي.
وخلال المؤتمر نفت روسيا مجددا أي دور لها في مشاركة مرتزقة روس في المعارك، ووصفت التقرير الأممي بأنه غير موثوق به، ورد سفيرها فاسيلي نيبينزيا بأنهم يرون الكثير من التكهنات بشأن مرتزقة روس مفترضين.
من جهة أخرى، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في اجتماع مجموعة الاتصال الأفريقية بشأن ليبيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات أمس الثلاثاء أن استقرار ليبيا يعد من محددات الأمن القومي المصري، وأن بلاده لم ولن تتهاون مع الجماعات "الإرهابية" ومن يدعمها.
المصدر : الجزيرة + وكالات