قالت صحيفة لبنانية، صباح السبت، إن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) نشر العديد من منظومات الدفاع الجوي في منطقة تل أبيب وسط فلسطين المحتلة عام 1948 ومدينة حيفا شمالا.
ووفق صحيفة "الأخبار" اللبنانية المحسوبة على حزب الله فإنه "بحسب المعلومات الميدانية، فقد نشر جيش الاحتلال عدّة منظومات دفاع جوي في تل أبيب وحيفا، شمال فلسطين المحتلة، تزامناً مع تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله".
وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أول أمس الخميس أنّ "لبنان أمام مرحلة جديدة، خلاصتها أنّ ما جرى خلال الأيام الماضية، وتنصيبَ الشركة البريطانية اليونانية منصةً في حقل كاريش لاستخراج الغاز خلال 3 أشهر مثّلا اعتداءً على لبنان، ووضعاه أمام موقفٍ صعب".
وقال نصر الله في خطابٍ متلفز تناول آخر التطورات السياسية إنّه "فيما يتعلق بالحدود البحرية والثروة الموجودة في المياه، فإن لبنان أصبح أمام قضية يجب أن تتحول إلى قضية وطنية كبرى".
وأشار إلى أنّ الثروة الموجودة في المياه اللبنانية هي ثروة هائلة، وهي ما سُميَ الكنزَ الموجود في الجوار"، مؤكّداً أنّ هذه الثروة هي "مُلك لكل الشعب اللبناني، وهي الأمل المتبقي لإنقاذ لبنان من الانهيار".
وأكد نصر الله على ضرورة "تحديد هدف يتمثل بحماية الثروة النفطية واستخراجها والاستفادة القصوى منها بعد استخراجها"، لافتاً إلى أنّه "في المنطقة، وحدهما سوريا ولبنان ممنوعان من التنقيب عن نفطهما وغازهما تحت طائلة العقوبات".
وذكر أنّ "الخطر الأول من الاعتداء على الحدود البحرية هو سلخ مساحة كبيرة جداً من لبنان، بما تحويه من حقول وثروات"، بينما يتمثّل الخطر الثاني بأنّ "لبنان ممنوعٌ من استخراج نفطه، وهذه مشكلة يجب على اللبنانيين التفكير في حل لها".
وأكد نصر الله أنّ "الخطر الثالث هو إفراغ الحقول التي تمتد إلى بلادنا"، مشيراً إلى أنّ "عامل الوقت، في هذه الحالة، يصبح مهماً جداً؛ أي عندما يأتي الوقت ويُسمح لنا بالاستخراج، قد لا نجد شيئاً".
كما أكّد أنّ "قضية المياه والنفط واستخراج الغاز لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل، بل إن لدى هذه القضية مميزات، يجب أن تشكل دافعاً وحافزاً ليتحمل الجميع المسؤولية".
وأعلن نصر الله "أننا ذاهبون إلى مواجهة المخاطر المتعلقة بالثروة النفطية"، مشيراً إلى "ضرورة معرفة أنّ عامل الوقت ليس في مصلحة لبنان".
وتابع أن "الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من كاريش، ووقف النشاط الذي سيبدأه، أو قد يكون بدأه"، مؤكّداً أنّ "كل يوم تأخير سيُسجَّل فيه ضياع ثروة الشعب اللبناني وماله".
وبيّن نصر الله أنّ "حقل كاريش خط واحد، وبالتالي ما سيُستخرج منه متنازع عليه"، موضحاً أنّه" ليس مهماً أين توقفت السفينة، وأين الحفر والاستخراج، بل الخطر في الموضوع أنّ العدو سيبدأ الاستخراج في الحقل المشترك والواحد والمتنازع عليه، في حين أنّ لبنان ممنوع عليه ذلك حتى في مناطقه، وفي البلوكات التي هي خارج النزاع".
وشدد على أنّ "لبنان يملك، في هذه المواجهة، الحق والدافع والحاجة القصوى والقوة، تحت عنوان الجيش والمقاومة"، مشيراً إلى أنّ "المقاومة تملك قطعاً القدرة، مادياً وعسكرياً وأمنياً، على منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش".
وأردف بأنّ "كل إجراءات العدو لا تستطيع أن تحمي المنصة العائمة، ولا عمليةَ الاستخراج من حقل كاريش"، مؤكّداً أنّ "أي حماقة يُقْدِم عليها العدو ستكون تداعياتها، ليس فقط استراتيجية، بل وجودية. وما ستخسره (إسرائيل) في أي حرب تهدد بها، أكبر كثيراً مما يمكن أن يخسره لبنان".
وقال نصر الله إنّ "توحيد الموقف الرسمي بين الرؤساء الثلاثة، ومن خلفهم الدولة بمؤسساتها، يعطي قوة للمفاوض اللبناني"، معتبراً أنّه "في المعركة الوطنية الكبرى، يجب الارتقاء إلى مستواها، والخروج من الزواريب السياسية الضيّقة".
وكرّر نصر الله أنّ "المقاومة اليوم هي من الخيارات الموجودة لدى الدولة والشعب اللبنانيين في هذه المواجهة بشأن الثروة النفطية"، مشدداً على "أنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وكنزه والأمل الوحيد المنقذ لشعبه".
وأشار إلى أنّ "كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة"، مؤكّداّ "أنّنا لا نريد الحرب، لكننا لا نخشاها ولا نخافها. وعلى (إسرائيل) أن تتوقف عن نشاطها في حقل كاريش، وسحب السفينة سريعاً وفوراً".
وتابع "على الشركات المالكة لسفينة التنقيب أن تسحبها سريعاً، وعليها تحمل مسؤولية ما سيلحق بها من أضرار مادية وبشرية"، وشدد على أنّ "من حقنا القيام بما يلزم لجمع المعلومات المطلوبة لأي خيار يمكن أن نلجأ إليه".
وذكر أنّ المقاومة "ستتابع الوضع، ساعةً بساعة، ويوماً بيوم، ومن حقنا جمع المعلومات المطلوبة من أجل اتخاذ أي قرار"، معلناً تشكيل الحزب "ملفاً بشأن كل ما يرتبط بالغاز والنفط والثروة الموجودة في البحر واليابسة، وترسيم الحدود ومزارع شبعا".
وأوضح نصر الله أنّ "هذا الملف يُعنى بموضوع ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وأضفنا إليه كل ما يرتبط بالحدود، ويترأسّه ويتابعه النائب السابق نواف الموسوي".
وبيّن أنّ "استراتيجية الولايات المتحدة وإسرائيل تدفع لبنان إلى الجوع، الأمر الذي يشكّل خطراً كبيراً على الأمن الاجتماعي، وهو أسوأ من الحرب الأهلية"، مضيفاً أنّ "المسألة ليست مسألة حدود، بل مصير البلد، فهل نحن بمستوى هذا المصير وهذه المسؤولية؟".
ووفق نصر الله، فإنّ "المطلوب هو الموقف الرسمي والموقف الشعبي الموحَّدان مع عناصر القوة الموجودة في لبنان"، مؤكّداً أنّه عند ذلك "سننتصر في هذه المعركة بالتأكيد".
وكان حزب الله أكّد استعداده لاتخاذ إجراءات، "بما في ذلك القوة"، ضد عمليات التنقيب (الإسرائيلية) عن الغاز في المناطق البحرية المتنازَع عليها، بمجرد أن "تعلن الحكومة اللبنانية انتهاك (إسرائيل) حدودَ لبنان البحرية".
المصدر: وكالة صفا