تدريجي وعلى مراحل

"إسرائيل" تستقوي بالتواطؤ العربي لتنفيذ مخطط ضم الضفة!

مستوطنات.
مستوطنات.

الرسالة- محمد عطا الله

بشتى الوسائل، تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجيير كل الظروف والأدوات؛ من أجل تنفيذ مخططاتها في استكمال السرقة والسيطرة على ما تبقى من الأرض الفلسطينية تحت مسمى الضم، مستغلة التواطؤ وحالة التطبيع العربي معها لتنفيذ ما حلمت به منذ سنوات.

وكشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، صباح اليوم، عن رسالة بعثتها دول الخليج لرئيس السلطة محمود عباس حول عملية "الضم" التي ستقوم بها حكومة الاحتلال للضفة المحتلة وغور الأردن مطلع الشهر القادم.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر دبلوماسية عربية ومسئول في مكتب محمود عباس، قولهم إن الرسالة أكدت "عزم إسرائيل تنفيذ خطة الضم "فرض السيادة" على مراحل بين يوليو وسبتمبر".

وقالت الصحيفة إنه وبحسب مسؤول عربي كبير فإن "تطبيق المخطط في نظر إسرائيل هو أمر حتمي، ولكن في ضوء مناشدة قادة الدول العربية المعتدلة بقيادة العاهل الأردني لتخفيف طريقة التطبيق، فقد تقرر أنه سينفذ تدريجياً ويوزع على جدول زمني أكثر مرونة".

وأكد مسئول كبير في مكتب رئيس السلطة محمود عباس، للصحيفة العبرية أن "الرسائل وصلت إلى عباس ومستشاريه من خلال مسؤولين سياسيين كبار من دول عربية معتدلة، بناء على طلب من إسرائيل وإدارة واشنطن".

ووفق المسئول الفلسطيني فإن "سياسة الضم الإسرائيلية ستطبق أولا فقط على مساحات شاسعة من الوادي، حيث توجد غالبية السكان اليهود ويعيشون تقريبا مع الفلسطينيين".

وأضاف المسؤول الفلسطيني، بحسب الرسائل "أن تطبيق السيادة على الكتل الاستيطانية الأكبر سيتم في مراحل لاحقة، وليس في يوليو المقبل، وسيشمل معاليه أدوميم وأجزاء كبيرة من غوش عتصيون أولاً".

وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن "إسرائيل تحاول منع الاضطرابات في السلطة الفلسطينية وبين عامة الناس في الدول العربية، وبدعم من الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، ستنفذ تدريجياً خطة الضم".

توظيف عربي

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. تيسير محيسن أن ما يجري هو عملية توظيف للموقف العربي لتقديم طوق نجاة لقيادة السلطة لإنقاذها من الحرج الممكن أن تصاب فيه فيما لو كان هناك إصرار من الاحتلال على عملية الضم الكاملة للمناطق المعلن عنها في ظل عدم قدرة عباس والسلطة اتخاذ قرارات فيصلية لمواجهة الصفقة سواء على الصعيد الدولي والعربي.

ويوضح محيسن في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال معني بعدم احراج قيادة السلطة وتفكيك حالة الاحتقان الحاصلة من الدول العربية، مما يدفعه لاتخاذ تلك الخطوات بالضم التدريجي وعلى مراحل، لاسيما وأن الموقف الأمريكي ينصحه بذلك من خلال تصريحات السفير الأمريكي في (إسرائيل) ديفيد فريدمان بعدم التسرع بعملية الضم الكامل.

ويبين أن الحسابات الأيديلوجية التي يتبناها نتنياهو ومعسكر اليمين خاصة في حال ضم المساحة المعلن عنها والتي تمثل 30% من الضفة قد تسبب ارباك في مناطق أخرى، فالاحتلال غير معني باضطراب العلاقة مع الأردن التي هي في موقف حرج لضم الاغوار وغيرها من الدول العربية والخليجية والتي سيسبب لها هذا الأمر حرج في ظل الحديث عن تطبيع العلاقة بينهم.

خطاب داعم

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن (إسرائيل) نجحت في توفير خطاب عربي داعم لمخطط الضم وشطب القضية، من خلال استغلال التواطؤ العربي لتلك الدول التي باتت تتباهى في علاقتها مع الاحتلال.

ويؤكد الغريب لـ"الرسالة نت" أن التطبيع مع (إسرائيل) بات سلوك علني لدى بعض الدول العربية والخليجية وما يجري يعكس صورة حقيقية لموقف بعض الدول العربية التي تؤمن بنهج التطبيع وتراهن على انه لا يوجد أي قيمة في قاموسها للقضية الفلسطينية.

ويشير إلى أن ما يجري يعزز سيناريو أن أوساط بالسلطة مُطلعة على ما تريده (إسرائيل) تزامنا مع حالة عربية تعيش الوهن والهرولة والتطبيع وإقامة العلاقات وتعزز البيئة الخصبة لدعم المخططات الإسرائيلية.

 

البث المباشر