قائمة الموقع

بدائل عباس .. هروب من اعلان الفشل

2010-10-18T17:13:00+02:00

غزة – أحمد الكومي (الرسالة نت)

تزايدت الشكوك بشأن المفاوضات الجارية بين الفريق الفتحاوي المفاوض وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، فيما إذا كانت ستسفر يوماً عن إقامة دولة فلسطينية على أرضي الـ 67, وهو ما دفع بالرئيس (منتهي الولاية) محمود عباس لمواجهة ساعة الإعلان عن فشل المحادثات، باتخاذ خطوات منفردة لإقامة الدولة، من خلال الإعلان عن بدء سلطته بدراسة بدائل وخيارات أخرى تتضمن التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لشرح موقفها.

محللون سياسيون أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ " الرسالة نت"، على أن قرار سلطة رام الله طرح خيارات بديلة للمفاوضات المتوقع فشلها، هي بدائل وهمية لسلام وهمي، وليست خياراً آخر يملكه الرئيس عباس للهروب من مأزقه، خاصة بعد إمعان "إسرائيل" في مشروعها الاستيطاني التدميري، لإجهاض المفاوضات وإفشال أي جهود أمريكية أو دولية لإحيائها.

لا بديل

الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو قال في هذا السياق: عباس لا يريد طرح خيارات بديلة للمفاوضات، لأنه يحمل قناعة مزيفة تقول إنه لا يمكن إقامة دولة بدون مفاوضات قائمة على مبدأ التنسيق الأمني إلى أبعد الحدود، وأوضح أن قرار الذهاب لمجلس الأمن لم يحظ بعد بصفة الإجماع العام.

وأضاف عبدو:" هناك العديد من القرارات الأممية التي صدرت بحق القضية الفلسطينية، لكن الاحتلال عمل على إهمالها والتنكر لها، وقرار الذهاب للمجلس هو قرار جديد يضاف إلى أروقة وصفوف مكاتب مجلس الأمن" في إشارة إلى عدم جدواه في ظل الانحياز الواضح لدولة الكيان.

في حين رأى وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، أن مجلس الأمن يعتبر من البدائل المهمة خاصة وأن له صفة الإلزام، مستدركاً:" لكن القرار في المجلس ليس محسوماً للفلسطينيين وغالباً ما يسير مع القاطرة الأمريكية".

وأكد المدلل أن الرهان على مجلس الأمن في إقامة الدولة الفلسطينية هو رهان زائف، وأن الفيتو الأمريكي سيكون على رأس المطلب الفلسطيني، لافتاً إلى أن الدول العظمى التي تتحكم بقرار مجلس الأمن ستعارض القرار الفلسطيني لأن مصالحها الإستراتيجية كبيرة مع دول الغرب.

وفي ظل الحديث عن فشل كافة البدائل التي يلوح بها عباس، تزداد في الوقت نفسه وتيرة الأصوات المطالبة بضرورة السير على نهج المقاومة الفلسطينية واتخاذه خياراً استراتيجياً أثبت نجاحه على أرض الواقع، من خلال الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، والمواجهة الأخيرة في حرب الفرقان.

وفي هذا الصدد أكد المحلل عبدو أن خيار المقاومة المسلحة هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يواجه به عباس التغول الإسرائيلي، مستطرداً:" لكن هذا الخيار ليس مدرجاً على أجندته ".

ووافقه القول المحلل المدلل الذي طالب بأن يكون خيار المقاومة نقطة الانطلاق لجميع مكونات الشعب الفلسطيني، داعياً إلى ضرورة اتخاذ قرار بتبني المقاومة كخيار استراتيجي، ونهج لمواجهة كل مخططات الاحتلال، وصولا إلى دحره وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال والعودة.

على نفس الطريق

وكما هو واضح فإن الجميع هذه الأيام بات يتساءل عن طبيعة الموقف العربي من دعم عباس في مأزقه من محادثات السلام في المنطقة، وفيما إن كان العرب أنفسهم سيدعمون خط المفاوضات أم سيبحثون عن بدائل أخرى كما حال عباس؟.

في هذا السياق أكد المدلل أن الموقف العربي من المفاوضات المباشرة هو موقف هزيل ولا يرقى إلى مستويات الإلزام الرسمي لدولة حاكمة مثل "إسرائيل"، مبيناً أن العرب لا يملكون أجندة للحرب على "إسرائيل" أو الاصطدام معها، وإنما بالحل السلمي وإعطاء الفرص المتكررة  لإمكانية نجاح المفاوضات السلمية.

وقد كتب المحلل السياسي الدكتور محمد مورو في مقال له إن البدائل التي تدرس سلطة رام الله طرحها هي بدائل وهميَّة, والحقيقة أنه لا بديل هناك, سوى دعْم المقاومة وإعلان إفلاس التفاوض نهائيًّا ومبدئيًّا, وأن السلام ليس خيارًا وحيدًا, بل إنه مع حالة "إسرائيل" وأمريكا ليس خيارًا أصلًا, بل هو وهمٌ مبدد.

وشدد المدلل على أن كافة الدول العربية تدفع باتجاه التسوية مع دولة الاحتلال وتوفير الغطاء للجانب الفلسطيني للاستمرار في المفاوضات التي لم تجلب سوى الهلاك لمستقبل القضية الفلسطينية.

ولم يبتعد كثيراً المحلل عبدو عما قاله زميله المدلل، وأوضح أن العرب لا يملكون بدائل أخرى للمفاوضات، وقال إنهم خرجوا من دائرة الصراع مع "إسرائيل"، وأصبحوا منشغلين في أوضاعهم الداخلية خوفاً على مصالحهم في المنطقة.

وأضاف:" أحياناً سيكون العرب الجزء الأكبر منهم ضد المقاومة، كما حصل في عدوان غزة الأخير وفي الحرب الصهيونية مع حزب الله، والتي حملوا فيها المقاومة مسئولية ما جرى".

 

 

اخبار ذات صلة