قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي إن بلاده تسطر حاليا التاريخ في ليبيا. وبينما رفضت حكومة الوفاق مجددا مبادرة الرئيس المصري لوقف إطلاق النار أيد رئيس البرلمان المنعقد في طبرق تدخل الجيش المصري في الصراع.
وشدد أوقطاي على أن المسار الشرعي للقانون الدولي هو الذي يحدد مستقبل السلام في ليبيا.
وأضاف أن بلاده تسطر التاريخ في ليبيا "بعدما مزقت الخرائط والمخططات التي كانت تهدف لإقصائها في شرقي البحر المتوسط".
وقال أوقطاي إن حكومة الوفاق الوطني الليبية تمكنت بموقفها الحازم وبدعم من أنقرة من إفشال المؤامرات التي كانت تحاك في ليبيا.
وشدد على ضرورة أن يعلم "الانقلابيون أن المسار الشرعي للقانون الدولي هو الذي يحدد مستقبل السلام في ليبيا".
وأشار أوقطاي إلى أن الجهات التي "لم تتمكن من طرح أي حل في ليبيا بدأت برفع أصواتها مع استعادة الحكومة المدن من يد الانقلابيين".
وتابع "سنقف بقوة إلى جانب إخواننا الليبيين -ممثلي روح عمر المختار في المقاومة- إلى أن يعم السلام والاستقرار والعدل في سائر مناطق ليبيا".
يشار إلى أن قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا حققت عدة مكاسب ميدانية في الأسابيع الأخيرة، وبدأت الزحف باتجاه معاقل اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من مصر والإمارات والسعودية وروسيا.
التدخل المصري
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق عقيلة صالح إن "الشعب يطلب رسميا من مصر التدخل بقوات عسكرية إذا اقتضت ضرورات الحفاظ على الأمن القومي الليبي والمصري ذلك".
وأوضح صالح في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط أنه إذا تم اختراق سرت فسيتم الطلب من الجيش المصري التدخل بناء على تفويض من الشعب الليبي.
وقال إن تدخل مصر لا يعد دعما لطرف على آخر، مشيرا إلى أن الذهاب إلى طاولة المفاوضات حل ترفضه ما وصفها بالقوى الاستعمارية وبعض الليبيين أصحاب المصالح، على حد قوله.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوّح بالتدخل العسكري في ليبيا بعد رفض حكومة الوفاق مبادرة تهدئة أعلن عنها بعد هزيمة قوات حفتر في الغرب الليبي.
مغالطات كبيرة
أما رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري فقد جدد رفض المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري قبل أيام.
وقال المشري إن مبادرة القاهرة تتضمن مغالطات كبيرة، ولا تعترف بالاتفاق السياسي، وتعقّد المشهد الليبي ولا تساعد في الحل.
كما شدد على أن حكومة الوفاق لن تتراجع أبدا عن محاكمة اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الانتهاكات وجرائم الحرب التي اقترفها خلال المعارك في ليبيا.
وقال المشري إنه يجري توثيق جميع الجرائم التي ارتكبتها قوات حفتر بهدف تقديمه إلى المحاكمة.
وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو محادثات في العاصمة الليبية طرابلس مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزيري الداخلية والخارجية فتحي باشاغا ومحمد طاهر سيالة.
وقالت حكومة الوفاق الوطني في بيان إن الضيف الإيطالي ناقش مع السراج التدخلات الخارجية في ليبيا، وعملية بحرية أوروبية لفرض حظر الأسلحة، ومساهمة إيطالية في نزع الألغام بطرابلس، وإغلاق المواقع النفطية، علاوة على قضية الهجرة.