رجحت صحيفة عبرية، إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تنفيذ "ضم جزئي" لبعض المناطق في الضفة الغربية المحتلة، زاعمة أن "الخرائط لم ترسم" بعد، بالرغم من اقتراب موعد تنفيذ الخطة.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في خبرها الرئيس، أن "فريق من البيت الأبيض برئاسة مبعوث ترامب آفي باركوفيتش سيبدأ الاثنين سلسلة لقاءات مع القيادة الإسرائيلية، بعد أن التقى رئيس الوزراء نتنياهو مساء السبت، كما سيلتقي برئيس الوزراء البديل الجنرال بيني غانتس".
وأشارت إلى أنه "حتى هذه اللحظة لم تتقرر جولة في الميدان للجنة ترسيم الخرائط، ما يدل على أن الأطراف لم تصل بعد إلى مرحلة الخرائط النهائية"، متوقعة أن "موعد الضم الأصلي الذي أعلن عنه نتنياهو في الأول من تموز/يوليو المقبل، سيمر دون أن يحصل تغيير على الأرض".
وزعم مسؤولون إسرائيليون، أن "التأييد الامريكي للخطوة برد حاليا، في ضوء الشكوك إذا كان الضم يفيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة".
وأفادت الصحيفة، أن "رجال نتنياهو نقلوا إلى رؤساء المستوطنات رسائل من خلال زئيف حفير (زمبيش) بالنسبة للمخطط، ولكن مجلس المستوطنين في المناطق يشكو من أن المخفي أعظم".
وقال مجلس المستوطنين: "ثمة اتجاهات لمناطق محددة مثل غوش عصيون ومعاليه أدوميم ،ولكننا لا نعرف إلى أين يجتمع هذا"، مضيفا: "إذا كانت سيادة على أقل من 30 في المئة (من الضفة المحتلة) فنحن نريد أن تبسط على المستوطنات، وليس في الصحراء".
ونوهت "يديعوت"، إلى أن هناك خشية لدى المستوطنين من "تجميد البناء" في المستوطنات، موضحة أن "رؤساء المستوطنات، يرفعون مستوى الحركة من خلال ممارسة الضغط على نتنياهو لبسط السيادة في الموعد الأصلي حتى لو كان بشكل ضيق خوفا من أن يؤدي تأجيله إلى ذوبان الخطوة كلها، فلا حاجة لنتنياهو لأن يخاف من اليسار، من النواب العرب أو من الفلسطينيين، فقد وعد بالسيادة مرات كثيرة، وحان الوقت لأن يفي بوعده".
وقدر وزراء في الحكومة أمس، أن "نتنياهو سيفضل في نهاية المطاف ضما جزئيا وليس ضما كاملا لـ 30 في المئة من الضفة، لأن الضم الجزئي لا يلزمه بقبول خطة ترامب بكاملها".
وفي ذات السياق، نبهت الصحيفة أن "الانتقاد في الخطاب الفلسطيني يشتد على إدارة الوضع"، مبينة نقلا عن ما أسمتها "مصادر فلسطينية رفيعة المستوى"، أنه "في محادثات مغلقة في رام الله يعربون عن عدم الرضا من المواقف المتضاربة والمشوشة من القيادة السياسية".
وتابعت: "منذ نحو شهرين وموظفو السلطة الفلسطينية لا يتلقون الرواتب بسبب رفض السلطة تلقي أموال الضرائب الفلسطينية الشهرية من إسرائيل بمبلغ نصف مليار شيكل، ويشعر الموظفون بأنهم ضحايا على مذبح الضم، في الوقت الذي يواصل القادة التمتع بنعم الحكم".
وذكرت أن "السلطة الفلسطينية أعدت في الأسبوعين الأخيرين سيناريوهات مختلفة تتعلق بتداعيات الضم الإسرائيلي، وبحسب هذه السيناريوهات، سيؤدي الضم إلى ارتفاع في عمليات إطلاق النار، الدهس والطعن".
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"يديعوت"، أن "اليأس السياسي مضاف إليه أزمة اقتصادية عميقة، يمكنهما أن يحملا الضفة الغربية إلى سيناريو لم يشهد له مثيل منذ أكثر من عقد".
عربي21